مع بداية شهر أغسطس لن يري المصريون الجمالة والخيالة تحت سفح الهرم مرة أخري. بسبب تصريحات أطلقها زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار العام الماضي، ومنذ ذلك الحين قامت الدنيا ولم تقعد، حيث ثار 4 آلاف من أصحاب الدواب بعد ان ادركوا ان "حواس" يهددهم في لقمة عيشهم، فقد توارثوا هذه المهنة منذ بدايتها منذ حوالي 200 عام وعمل بها أباؤهم وأجدادهم، وأقاموا منطقة سياحية وتجارية وسكنية امتدادا لعملهم كخيالة داخل الأهرامات واكتسابهم لخبرات التعامل مع السياحة من مختلف الجنسيات وهي منطقة نزلة السمان، فقد تري الأب خيالا والابن يمتلك بازارا لبيع التحف والآثار الفرعونية المقلدة. وقد ارتبط الهرم في أذهان ومخيلة السائحين بالرجل ذي الجلباب والعمة الذي يقبض بيديه علي الحبل الذي يجر به الجمل وهي الصورة النمطية التي نراها في بعض مجلات وصحف العالم من قديم الزمان. وبمرور الوقت تدهور حال هذه المهنة بدخول العاطلين والطامعين في تجريد الأجنبي من كل يورو أو دولار يحمله في جيبه. فكثرت شكوي السائحين من تعرضهم للسرقة والسائحات من تعرضهن للتحرش بل للاغتصاب في بعض الأوقات. وبعد ذلك جاء قرار رئيس المجلس الأعلي للآثار بخروج أصحاب الدواب من حرم المنطقة الأثرية واستقرارهم بمنطقة تبعد 15 كم عن الهرم علي طريق الفيوم حيث يتم استبدال الدواب بالطفطف لزيارة المناطق الواقعة داخل المنطقة الاثرية او توصيل من يرغب من السائحين الي منطقة الابل. وفي جلسة عاصفة بمجلس محلي الجيزة مؤخرا حضرها الكبار من أصحاب الدواب "عائلات علام وأبوطرطور". لاعلان رفضهم لما يتعرضون له من ظلم "من وجهة نظرهم" وكذلك اللواء مصطفي سلامة رئيس شرطة السياحة بالجيزة والذي شن حملة ضارية ضدهم واصفا اياهم بالواجهة السيئة امام السائحين، لما يقومون به من أعمال سرقة وتحرش ومغالاة في الأجور حتي وصل ببعضهم بمطالبة السائح ب 400 يورو وأجرة ركوب الخيل في ساعة ناهيك عن المشاجرات بينهم أمام السياح لدرجة استخدام السلاح، وبالاضافة إلي اسامة معاملة الحيوان مما دعا بعض السياح إلي تقديم شكاوي ضدهم وما زاد الطين بلة، والكلام علي لسان اللواء سلامة - اتخاذ المنطقة الواقعة أمام فندق مينا هاوس كموقف للدواب وانبعاث الروائج الكريهة ناهيك عن تشويه المنظر العام وطالبهم بتحسين سلوكياتهم بدلا من الشكوي والصراخ. سرقة المنطقة الأثرية من ناحية أخري رأي يوسف الخطيب رئيس لجنة السياحة بمحلي الجيزة ان قرار نقل أصحاب الدواب سيؤدي إلي تعطل 4 آلاف شخص من أصحاب الدواب وضياع 30 ألف شخص هم أسر هؤلاء الاشخاص مشيرا انه لولاهم لتعرضت المنطقة الأثرية للسرقة لعدم وجود حراسة أمنية وطالب بتنظيمهم وتطوير عملهم بدلا من طردهم، وعمل طريق دائري حول الأهرامات يتمكنون من خلاله من القيام بعملهم مشيرا إلي أن "الطفطف" قد تسبب في كثير من الحوادث في الأقصر. في حين حذر حسين بطران رئيس لجنة الآثار بالمجلس مما سيؤدي اليه هذا التوجه من افراز المزيد من العاطلين. وأكد علي وجود سلبيات وعناصر فاسدة وسط هؤلاء العمال مع امكانية اصلاحها وتنظيمها. تطوير الهضبة من ناحية أخري فقد أشار محمد شيحة كبير مفتشي الآثار أنه قد تم الانتهاء من المرحلة الأولي لتطوير هضبة الأهرام والتي تشمل تسوير المنطقة ووضع كاميرات للمراقبة، أما المرحلة الثانية والتي ستنتهي الشهر القادم فتشمل تنظيم عمل أصحاب الدواب بنقل الموقف في الناحية الجنوبية علي أطراف المنطقة الآثرية وتحديد أعدادهم واستخراج تراخيص لهم وتكليف مديرية الطب البيطري بالإشراف علي الحيوانات. وأوضح أن الأمر لن يتوقف علي أصحاب الدواب بل سيمنع دخول الأتوبيسات السياحية علي أن يتم استبدالها بسيارات صديقة للبيئة، بالإضافة إلي نقل المباني التابعة للهيئة من داخل المنطقة الآثرية إلي خارجها، مؤكدا علي أن التطوير قد أسهم في رفع حصيلة رسوم المنطقة الأثرية من 300 ألف جنيه إلي 800 ألف جنيه يوميا. التطوير.. ولكن وألتقت "الأسبوعي" بأحد أصحاب الدواب والذي قد ورث المهنة من والده وجده - وقد رفض ذكر اسمه - ولكنه أكد أنهم ليسوا ضد التطوير ولكنهم مع التقنين وتصفية المسجلين سرقات وتطفل بعض العاطلين علي هذه المهنة العريقة والذين أضروا بسمعة الآخرين مشيرا إلي أنها قد أصبحت مهنة من لا مهنة له ويأتون من مختلف المحافظات مع انعدام الرقابة فزادت أعدادهم وكثرت جرائمهم. وأشار إلي أن اصحاب الدواب يساهمون في أرشاد السياح كما يقومون بحمايتهم ومنوها إلي انه في عام 1994 تمكن أحدهم من أبطال عمل إرهابي قبل حدوثه فضلا عن إنقاذ سائحة من مختل عقليا أراد أحد البلطجية الاعتداء عليها. وأكد من ناحية أخري علي الأضرار المادية التي ستلحق بشركات السياحة لأن رحلات الترانزيت التي تأتي من الإسكندرية وبورسعيد للأهرامات لا تتعدي مدتها 3 ساعات وبعد الانتهاء من زيارة المعالم الآثرية داخل الهرم باستخدام الطفطف الذي يستغرق وقتا كثيرا لن يتبقي أمام السائح وقت لركوب الجمل الذي يستقر علي بعد 15 كيلو من حرم الأهرامات، مشيرا إلي أن السائح قد يأتي لركوب الجمل أكثر من مجيئه لزيارة الهرم، لأن الجمل والهرم شيء واحد في اعتقاد بعض السائحين. ولفت الرجل إلي أهمية تنظيم عملهم للتخلص من الاحتكار حيث يسيطر 15 جمالا وخيالا علي العمل حيث يمتلكون عددا كبيرا من الحيوانات ويخفضون من تسعيرتهم المقررة وهي 25 جنيها في 10 دقائق. ويتفق المحتكرون مع الشركات السياحية لتوريد السياح مقابل عمولة مشيرا إلي أن الباقين موزعون في أنحاء المنطقة "عند الهرم الكبير والبعض الآخر عند مراكب الشمس وآخرين عند أبوالهول والهرم الثالث". وأشار إلي المشاكل المرورية التي يسببها المشروع حيث سينتقل أصحاب الدواب بحيواناتهم من منازلهم إلي الموقف عبر ميدان الرماية مما سيتسبب في الزحام الشديد.