ربما لم يكن يتخيل أحد أن يكون هناك تمييز بين الرجل والمرأة في دول العالم المتقدم ولكن الواقع الذي تشهده سويسرا يكذب صدق هذه التخيلات حتي وإن نصت القوانين السويسرية علي مبدأ المساواة فما يكسبه الرجل السويسري يتجاوز بنسبة 31% عما تكسبه النساء العاملات في الإدارات العليا. باتريشيا شولتز مديرة المكتب الفيدرالي للمساواة بين الجنسين الذي تقع علي عاتقه مسئولية اعلام أصحاب العمل والموظفين عن قانون المساو اة تقول: "تزداد الفجوة بين أجور الرجل والمرأة كلما ارتفع المنصب وهذا يعني أننا أحرزنا تقدما بالنسبة للأجور المتدنية ولكننا لم نحرز تقدما ملموسا فيما يخص الأجور المرتفعة". وأضافت: "ويعني ذلك بعبارة أخري أن ما تستثمره المرأة للحصول علي شهادة عليا لا يعود عليها بنفس الفائدة كما هو الحال بالنسبة للرجل". وبالاجمال يمكن تفسير 60% من أسباب تفاوت الأجور بين الرجل والمرأة إلي عوامل مثل مستوي الوظيفة أو كون الوظيفة التي تؤديها المرأة عمل جزئي ولكن 40% من هذه الأسباب هي نتيجة للتمييز بين الرجل والمرأة. وتابعت: "عندما ننظر إلي العمالة في مختلف قطاعات الاقتصاد سنري زيادة في الرواتب في المهن التقنية حيث يرتفع عدد الرجال عما هو الحال في المهن الاجتماعية التي يزداد فيها عدد النساء كثيراً. مشيرة إلي أن للمرأة الحق في المساواة التامة في مجال العمل بما في ذلك الأجور ولكننا نفتقد إلي نظام مراقبة من قبل الدولة.