في ختام اجتماعات قادة مجموعة الثماني في ايطاليا اعلن رئيس الوزارء الايطالي سيلفيوبيرلوسكوني أن خمسة عشر مليار دولار قيمة استثمارات قدرت سلفا لزيادة إنتاج الغذاء في الدول النامية وخاصة الدول الافريقية، تمت زيادتها إلي عشرين مليار دولار علي مدي ثلاث سنوات لضمان التنمية الدائمة للزراعة مع البقاء علي تصميم المجموعة علي تقديم مساعدة غذائية عاجلة ملائمة. كما اعرب البيان الصادر عن القمة عن استمرار القلق ازاء الامن الغذائي العالمي واثر الازمة المالية والاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية علي الدول الاقل قدرة علي مواجهة تفاقم المجاعة والفقر. تعد تلك الخطوة تحولا في موقف الدول الكبري من معالجة ازمة الغذاء بحيث يتم التركيز في المرحلة المقبلة علي زيادة انتاج الدول الفقيرة من المحاصيل بدلا من المساعدات الغذائية المباشرة التي استولي علي معظمها مجموعة المنتفعين في معظم الدول دون وصولها إلي المستحقين الحقيقيين إلا بعد دفع ثمن ليس في متناولهم. رحب جاك ضيوف مدير منظمة الاممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" بهذا التحول في سياسة المساعدات الغذائية، إلا أنه اكد أن المبلغ المخصص ليس كافيا لمحاربة الجوع في العالم. المعروف أن دولار افريقية عديدة تعاني من الفقر الشديد والجوع بسبب النزاع المسلح والحروب القبلية وحركات التمرد مما يجعل فرص السكان المحليين في انتاج الغذاء منعدمة تقريباو هذا الوضع يجعل مجرد تخصيص الاستثمارات من الدول الغنية ليس كافيا كلام فض مجالس وغسل للايدي من المسئولية عن موت ملايين البشر جوعا ليس لسبب سوي انهم يعيشون في دول لا تتمتع باستقرار سياسي. ان الدول الغنية لن تستطيع ايقاف هجرة آلاف الفارين من الفقر والجوع والقتل في الدول التي تعاني من الاضطرابات العرقية والسياسية والطائفية بتخصيص مليارات الدورلارات للمساعدات الغذائية بيد بينما اليد الاخري تمدهم بالسلاح واسباب الفتن الداخلية وتشجيع الجماعات المسلحة ضد بعضها البعض. ان الصراعات القائمة في الدول الفقيرة هي في المقام الاول السبب الرئيسي للفقر والجوع والدافع إلي نزوح الآلاف من ابنائها في موجات هجرة إلي الدول الغنية غير مبالية بالمخاطر التي تحيط بها بحثا عن ملاذ امن وفرصة عمل، يسبب هذا النزوح غير المنظم والهجرة العشوائية مشكلات عميقة الاثر في الدول المستهدفة ذات طابع ثقافي واجتماعي وتؤجج عوامل التعصب العرقي والديني في تلك البلاد.. ولن يمكن وقف ذلك الزحف دون معالجة اسباب التوتر في الدول الفقيرة والتعامل بجدية مع الدكتاتوريات التي تحكمها.