كنت جالسا عند مدير لفرع احد البنوك الكبري عندما دخل عليه اثنان من ضباط الشرطة يسألون مساعدتهما في الحصول علي قرض شخصي يقدمه البنك. وقدم كل منهما للمدير شهادة بمفردات مرتبه وموافقة علي تحويل المرتب إلي البنك.. وكانت المفاجأة مذهلة للمدير عندما قرأ الشهادة التي تفيد بالمرتب الذي يتقاضونه، ووجه اليهما استفساراً عن المرتب وهل هذا هو كل المرتب فعلا..! وفي الحقيقة فإنها كانت ارقاما ما تدعو إلي الرثاء في ظل ارتفاع مستويات وتكاليف المعيشة ولا تتناسب أبدا مع عطاء رجل الشرطة وحجم تضحياته، ومخاطر واعباء هذه المهنة. فنحن نقسو علي رجال الشرطة في تحميلهم مسئولية كل شيء، ونطالبهم ايضا بكل شيء ولكننا ننسي أونتناسي أن هذه الفئة الملتزمة و والمنتظمة في أداء عملها لا تنظم اضربا ولا اعتصاما للمطالبة بحقوقها، ولا تملك نقابات تمارس ضغوطا أو ارهابا للحصول علي مزايا وامتيازات لأعضائها. واذا كان هناك من قول يجب التشيديد عليه، فهو أن مرتبات رجال الشرطة في حاجة إلي مراجعة شاملة وإعادة تقييم من جديد، فالضباط الذي يمكن أن تنتهي حياته في لحظة فداء للوطن يتحول إلي شهيد وتعيش أسرته علي ذكري الشهيد، وما اغلاها واعظمها من ذكري ولكنها هذه الايام قد لاتسمن أو تغني من رجوع..! اننا نعلم أن البعض يعتقد أن دخول رجال الشرطة قد تكون خيالية لدي البعض، وهو امر قد يكون صحيحا وهو موجود في كل المهن، ولكننا نتحدث هنا عن القطاع الاعظم والاكبر الملتزم من ضباط ورجال الشرطة الذين لا يعرفون إلا أداء الواجب واحترام الزي الذي يرتدونه، واحترام القسم الذي اقسموا به علي خدمة الوطن، وهؤلاء هم الذين يستحقون منا كل التقدير وكل المساندة لتعديل مرتباتهم واوضاعهم المعيشية. saydelbably @ hatmail com