أرجع خبراء أسواق المال الغياب الواضح للأسهم القيادية لأسباب كثيرة علي رأسها اقبال المستثمرين بشكل كبير علي شراء والتعامل بالأسهم الصغيرة والمتوسطة والتي لا تتأثر صعودا وهبوطا بحركة المؤشر. وأشار الخبراء إلي أن سهمي موبينيل وأوراسكوم تليكوم تأثرا بالنزاع القائم بينهما وبين فرانس تليكوم مما أوجد حالة ترقب واضحة من المستثمرين بشأن دخول هذه الاسهم من عدمه. وقال الخبراء إن أغلبية مستثمري الاسهم القيادية من الأجانب والعرب ومن ثم فعودة الاسهم القيادية للتحرك والنشاط مرة أخري مشروطة بعودة الثقة بين طوائف المستثمرين الأجانب والعرب. أشار عصام مصطفي، العضو المنتدب لشركة نماء لتداول الأوراق المالية إلي أن الأسهم القيادية هي التي تستحوذ علي نسبة كبيرة من التعامل كما أنه يبث الثقة في السوق وأرجع انخفاض الطلب علي هذه الأسهم في الوقت الحالي يعود إلي أن أغلب الأسهم القيادية حدث بها طفرة سعرية خلال الشهرين الماضيين وبعد الأزمة المالية العالمية وغياب جاذبية هذه الاسهم نظرا للقلب الذي أصاب المستثمرين بعد هذه الطفرة. بالاضافة إلي عودة التلاعبات للسوق خاصة علي الاسهم الصغيرة التي يسهل التلاعب عليها بصورة تضعف من الأسهم القيادية. ومن ضمن الأسباب أيضا دخول سهمين كبيرين من الأسهم القيادية في أزمة نزاع مما يؤثر علي أداء هذه الأسهم ولكن من المؤكد أن تأثير هذه الأزمة يعد تأثيرا وقتيا لمن يستمر طويلا. وذكر عصام أن الأسهم القيادية ستعود بقوة إلي السوق في حالة تحسن النتائج المالية لتلك الشركات، وظهور ملامح قوية تؤكد انتهاء الأزمة المالية العالمية. وأوضح محمد فتح الله مدير التسويق بشركة أوبتيما لتداول الأوراق المالية، أن الأسهم القيادية مغرية جدا للأجانب لأن الأجانب هم الأكثر حرصا علي الاستثمار في أسهم ذات قوائم مالية جيدة ولكن تعثرهم بعد الأزمة المالية العالمية لذلك فإن التحرك لا يكون بنفس القوة قبل الأزمة. وفي حالة وجود كم أكبر من الأفراد يلجأون إلي الاسهم الصغيرة. وقال إن هناك تأثيرا غير مباشر علي أغلبية الاسهم القيادية بسبب تأخر البت في نزاع صفقة موبينيل قد يعم علي الأسهم القيادية ككل علي الرغم من أن كل سهم له نشاطه المختلف بالاضافة إلي أنه يؤثر علي اتخاذ القرار لدي المستثمرين. أشار فتح الله إلي أن الاسهم القيادية تعاود نشاطها داخل السوق المصري، عندما تبدأ معطيات الاقتصاد ككل في التحسن، وعندما توصي البيوت المالية العالمية بالشراء في السوق المصري وعودة الأجانب مرة أخري، مضيفا لأهمية وجود اكتتابات في الوقت الحالي فهي قد تساعد علي عودة النشاط مرة أخري ومحاولة جذب نوع من أموال الأجانب بالاضافة لضرورة التسويق الجيد للبورصة وعرض أنفسنا بشكل ايجابي. ومن ناحية أخري أوضح محمود شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الجذور لتداول الأوراق المالية، أن سبب احجام التداول علي الاسهم القيادية في الوقت الحالي هو الانخفاض الكبير في أسعار هذه الاسهم مما ينتج عنه خسائر كبيرة وأدي لوجود حالة من الذعر لدي المستثمرين وبالتالي أدي إلي لجوء المستثمرين للأسهم الصغيرة خاصة بعد انكماش المحافظ كما أن الأسهم الصغيرة تتميز بقلة عدد أسهمها حرة التداول مما يساعد في امكانية السيطرة عليها بسيولة محدودة وسهولة تحركها كما أنها تحيط بها الشائعات نتيجة أن معظم هذه الشركات لا تلتزم بمعايير الحوكمة لذلك وجدنا خلال الفترة الماضية عندما بدأت الاسعار في الارتفاع صعدت بعض الاسهم بنسبة 100% بينما هذا لا يمكن حدوثه مع الأسهم القيادية. وقال إن الاسهم القيادية عددها ليس كبيرا في السوق ومن ثم فترقب حركة سهمين مثل تليكوم وموبينيل سيكون له تأثير واضح مما يجعل المستثمرين في حالة ترقب لما سيحدث وحالة من القلق لدي المستثمرين وعدم الدخول في أسهم بها مشكلات. وأوضح شعبان أن الاسهم القيادية معظم مستثمريها أجانب ومؤسسات لكونهم يهتمون بالشركات التي لها ملاءة مالية جيدة مشيرا إلي أنه بعد الأزمة المالية العالمية أصبح لا توجد سيولة كافية لديهم لتحريك تلك الاسهم مشيرا إلي أن عودة الأجانب والعرب وتوافر سيولة لدي المؤسسات يساعد في عودة النشاط مرة أخري للأسهم القيادية بالإضافة لانتهاء الخلافات القائمة بين أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم. بينما اختلف معه في الرأي مصطفي بدرة عضو مجلس إدارة شركة أصول لتداول الأوراق المالية، والذي أكد أن الأسهم القيادية مازالت مستحوذة علي السوق. وأن كل قطاع يوجد به سهم معين يقود القطاع ككل.. كما أن الأسهم القيادية تعد هي المحفز والموجه للمستثمرين. أي انها ليست مغيبة في الوقت الحالي بل مازالت مهيمنة علي السوق كما رأي بدرة ان غياب سهمي أوراسكوم تليكوم وموبينيل عن السوق نظرا للخلاف بينهما وبين فرانس تليكوم، له تأثير إيجابي وتأثير سلبي تمثل في تراجع السوق. ولكن التأثير الإيجابي هو التأكيد علي أن الأسهم القيادية هي المسيطرة علي السوق، ومازالت في دائرة اهتمام المستثمرين. وهي تعد ظاهرة صحية للسوق. أشار إلي أن أكثر مستثمري الأسهم القيادية هم المستثمرون الأجانب لأنهم يدخلون فقط في الأسهم ذات السيولة الكبيرة وحجم استثمار عالي. ولكن ضعف المستثمرين الأجانب والعرب في الوقت الراهن هو سبب تأثر الأسهم القيادية في الوقت الحالي. ولكن حجم التداول الحر للأسهم اصبح ضعيفا ايضا مقارنة بضعف السوق ككل.