يتشكل قطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من العديد من الشركات التي تمتلك الدولة حصة كبيرة فيها أو شركات خاصة. وهناك جزء قليل من هذه الشركات مدرج، بينما يعمل الباقي كشركات تابعة لكيانات صناعية ضخمة "سابك والصناعات القطرية" بخلاف تلك التي تمثل شركات أسمدة صريحة. اصدرت شركة جلوبل تقريرا حول اداء شركات الاسمدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. اشارت فيه الي انه بعد أن حقق القطاع نموا بمعدل 90و 147 في المائة في العام 2007 والتسعة شهور الأولي من العام 2008 علي التوالي، اضطرابا خلال الربع الرابع من العام 2008مما أدي إلي انخفاض أرقام الربحية للعام 2008. ونصفة عامة فقد شهد القطاع في العام 2008 نمو في الربحية بمعدل 97،7 في المائة بالغة 1،75 مليار دولار أمريكي بالمقارنة بمستواها البالغ 0،88 مليار دولار أمريكي في العام 2007 وخلال الربع الرابع من العام ،2008 سجل القطاع خسائر بلغت 20،5 مليون دولار أمريكي نتيجة لانخفاض أسعار بيع السلعة في ظل وجود كميات ضخمة مكدسة من مخزون المواد الخام بأسعار مرتفعة. الغاز الطبيعي ويعد الغاز الطبيعي المصدر الرئيسي للمادة الخام لقطاع الأسمدة وتستخدم أسعار النفط الخام كأساس لتحديد أسعار الغاز في الأسواق العالمية. ومع ذلك فإنه يتم دعم أسعار الغاز بشكل كبير في مناطق محددة من العالم مثل مثل الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وجنوب آسيا حيث يتم تحديد خصومات مسبقة تتراوح بين 0،75 دولار أمريكي/ مليون وحدة حرارية بريطانية "في السعودية" إلي 2،5 دولار أمريكي/ وحدة حرارية بريطانية "شمال أفريقيا وجنوب آسيا". وقد ارتفع متوسط أسعار الغاز- في الأسواق العالمية بنسبة 79،5 في المائة من 4،4 دولار أمريكي/ مليون وحدة حرارية بريطانية في العام 2001 إلي 7،9 دولار أمريكي/ مليون وحدة حرارية بريطانية في العام ،2008 وهو ما يعزي في الأساس إلي ارتفاع متوسط أسعار النفط الخام سنويا. ومع ذلك كسر الانخفاض الأخير في أسعار النفط الخام الاندفاع الصعودي في أسعار الغاز وأدي إلي انخفاض متوسط أسعار الغاز من 8،7 دولار أمريكي/ مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الثالث من العام 2008 بالغا 5،7 دولار أمريكيا مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الرابع من العام 2008. اسعار اليوريا وبالنظر إلي أسعار المنتجات، فقد سجلت أسعار اليوريا، التي ارتفعت بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 29 في المائة خلال الفترة من العام 2003- ،2008 متوسط نمو بمعدل 59 في المائة خلال العام 2008 بمفرده. وفي العام ،2008 بلغ متوسط أسعار اليوريا 493 دولارا أمريكيا للطن، وهو سعرلم تصل إليه وغير مسبوق، كما أنها لن تشهده بالتأكيد خلال فترة العام أو العامين القادمين علي الأقل. وقد سجلت أسعار الفوسفات ثنائي الأمونيوم ارتفاعا كبيرا في العام ،2008 حيث ارتفعت بنسبة 111 في المائة بالغة 911 دولارا أمريكيا للطن. وعلي مر الأعوام، سجلت أسعار الفوسفات ثنائي الأمونيوم معدل نمو سنويا مركبا بلغ 38 في المائة خلال الفترة من 2003- 2008. وشهدت أسعار صخور الفوسفات أيضا نفس التوجه بالرغم من أنها كانت أعلي نسبة مئوية وخلال الفترة من 3003- 2008 سجلت أسعار صخور الفوسفات معدل نمو سنويا مركبا بلغ 56 في المائة. وباختصار فان رؤيتنا لقطاع الأسمدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستظل إيجابية بفضل الأسس السليمة والتدابير القوية للسيطرة علي التكلفة. ولن تشهد الأعوام القادمة أرقام الربحية التي شاهدناها خلال العام 2008. وبالرغم من ذلك، ستكون الشركات قادرة علي تحقيق ربح جيد. ومن ناحية أخري، فان التركيز علي التقنيات المبتكرة في الزراعة والسعي وراء زيادة المحاصيل الزراعية داخل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمور تبشر بالخير لقطاع الأسمدة.