أحكي لكم عن حلم يقظة يداهمني وأفرح له يوميا حين أمر علي تمثال الشهيد عبد المنعم رياض في نهاية ميدان التحرير، حيث تتاح لي أربع مرات في اليوم الواحد رؤية تمثال البطل المصري العربي، وأري أيضا مبني الجامعة العربية، ودائما ما أنقل بعيون الخيال صورة هذا التمثال من موقعه لأراه متحركا نابضا وحيا في ردهات الجامعة العربية، واضحك لخيالي حين أجد صديقا رحل عن عالمنا هو العميد عدلي شريف وكان واحدا من مساعدي عبد المنعم رياض في مكتب القيادة العربية المشتركة، وهي القيادة العسكرية العربية التي تأسست بعد أول مؤتمر قمة عربي في أوائل الستينيات، وكثيرا ما حكي لي عدلي الشريف عن تكليف عبد المنعم رياض له بالسفر إلي دمشق كي يري كيفية ونوعية استعداد القوات السورية علي هضبة الجولان إن فرضت الظروف علي القيادة العربية اصدار أوامر بضرب أي قوة اسرائيلية تحاول السيطرة علي مجري واحد من الانهار الواقعة تحت الهضبة، وكثيرا ما حكي عدلي الشريف عن إيمان عبد المنعم رياض بأن القوة العربية العسكرية رغم محدوديتها، تستطيع هزيمة اسرائيل، ولكن ان أضيف أي نوع من التنسيق الاقتصادي المتجدد بين البلاد العربية فهو أمر يمكن أن يحق تحجيما غير محتمل بالنسبة لإسرائيل. وكثيرا ما أفكر فيما قاله عدلي شريف المقاتل الذي عاش وتعلم واستوعب الكثير من دروس الحياة اليومية من عبد المنعم رياض أفكر في "التحجيم غير المحتمل" بالنسبة لإسرائيل، وهو ما يمكن أن يتحقق بالتعاون الاقتصادي الهادي والنشط في آن واحد، وهو الهدف الذي انعقد من أجله المؤتمر الاقتصادي العربي بالكويت، وهو المؤتمر الذي يمكن أن يكون جسرا بين أفكار بطل عربي رحل هو عبد المنعم رياض، وبين دبلوماسي عربي محترف ومبدع نتمني له طول العمر والقوة هو عمرو موسي. ولعله من الجنون ان أنقل حلمي الذي يداهمني أربع مرات كل يوم كلما مررت علي مبني الجامعة العربية وتمثال البطل عبد المنعم رياض، وأرجو المغفرة لأني نقلت لكم حلما، يصعب قبوله أو التفكير فيه علي هذا الواقع المفتت كشظايا متنافرة علي الرغم من تماسك البلدان العربية علي الخريطة. ولكن فرصة المصالحة بين العرب وإسرائيل التي تلوح في الأفق لأن هناك مشروع سلام في جعبة أوباما، وهذه المصالحة تحتاج إلي تعاون عربي لمواجهة قدرات إسرائيلية فائقة يمكنها أن تتسلل إلي اقتصادات العالم العربي بشكل يفوق الخيال ويمكن أن تكون هناك أضرار تفوق الخيال العربي. أهلا بالسلام والحذر مطلوب