كثير من العلماء والباحثين في بلادنا يشكون من تجاهل المسئولين في الرد عليهم.. وما اكثر الابحاث والدراسات والاراء التي يرسلها العلماء إلي اصحاب القرار ولكن لاحياة لمن تنادي.. والسبب في ذلك أن المسئول عندنا لايحب أن يسمع احد ولايري رايا غير رأيه.. أنه في حالة اكتفاء دائم فهو يعلم كل شيء ولايريد أن يستفيد من احد علي الاطلاق. هذه رسالة تحكي تجربة حية مع المسئولين في مصر. تصور ياسيدي انني راسلت العديد من المسئولين والسادة الوزراء لكي اعرض عليهم بعض الافكار غير التقليدية والتي يمكن أن تغير من اشياء كثيرة، وبتكلفة زهيدة لاتتجاوز اجور فريق من الخبراء وربما انشاء عدة نماذج في مواقع مختلفة لتقييمها ولنشرها علي الجمهور لكي يقتدي بها، ولكن لم اوفق حتي الان مع انني احاول منذ سنين عديدة، واترقب الفرص حتي تغير المسئول، فاراسل الذي يأتي من بعده ولكن للاسف لافائدة وحتي اصبت بالاحباط وتقدمت للسفر للخارج، حيث اعمل الآن في وظيفة عميد لكلية الهندسة بإحدي الجامعات في مملكة البحرين، ولكنني مع ذلك لم استطع أن امنع نفسي من الكتابة اليكم لعلكم تتبنون وجهة نظري وتحاولون نشرها ليقتنع بها المسئولون وهي كالتالي استخدام اسلوب غير تقليدي في الزراعة وهو الزراعة في احواض من الفخار أو من اعواد البامبو وبحيث ينمو النبات علي سلك يتم شده علي قوائم معدنية أو خشبية، وبذلك يمكن الزراعة في اي مكان مهما كانت نوعية التربة في هذه المنطقة او الاقليم حتي لوكانت الارض صحراوية رملية او حتي صخرية او غيرها من انواع التربة التي لا تصلح للزراعة، وذلك مثل سيناء أو الوداي الجديد أو اي مكان اخر في مصر، وبناء علي الانتاج الزراعي يمكن تربية بعض الحيوانات والطيور وحتي الاسماك للحصول علي البروتين الحيواني ومنتجات الالبان والبيض وغيرها... كما يمكن للاسرة أن تشارك في عمل بعض الصناعات الغذائية مثل التجفيف والتمليح والتسكير والتعليب، وكذلك بعض الصناعات الاخري اليدوية مثل النسيج والكليم والسجاد، وغيرها من الصناعات الحرفية التي تقوم علي المنتجات الزراعية والحيوانية ويمكن توفير المياه اللازمة لري هذه النباتات فانه يمكن البدء بإقامة تجمعات زراعية لتجاس النشاط الزراعي بهذه الطريقة غير التقليدية بالقرب من اي مصادر للمياه، فاذا كانت المياه عذبة فانه يمكن استخدامها مباشرة، اما اذا كانت المياه مالحة من مصادر مثل البحار أو البحيرات أو الابار فانه يمكن استخدام اجهزة بسيطة تعمل بالطاقة الشمسية لتحلية المياه عن طريق التبخير ثم التكثيف وهي اجهزة بسيطة يمكن تصنيعها محليا بسعر في متناول الجميع، ولأن انتاج المياه من جهاز التحلية متواضع يتراوح حول 3 لترات في اليوم، فان اسلوب الري يتناسب معه حيث لا يتم الري في الارض حتي لايتم فقد الجزء الاكبر من المياه وانما تبقي المياه في الاحواض لتناسب احتياجات النبات وتتم تغطيتها باغطية مثقبة لحمايتها من التبخر بسبب حرارة الشمس في نفس الوقت تسمح بتهوية جذور النباتات المعلقة بحيث تلمس المياه للحصول علي احتياجاتها من الماء ويتم تزويد المياة يوميا وبذلك يمكن تحويل المناطق القريبة من الشواطئ إلي المزارع ويتم تدريجيا الامتداد إلي عمق الصحراء وزيادة الانتاج الزراعي والحيواني وإيجاد فرص عمل لانهائية في مجال منتج ومفيد وهو الانتاج الزراعي والحيواني لتوفير الامن الغذائي وتقليل الاسعار بسبب توافر الانتاج ويمكن في مراحل تالية التصدير للخارج اذا تم الانتاج بمواصفات تناسب الاحتياجات التي تتطلبها الاسواق الخارجية ... كما يمكن زراعة الطاقة "حيث توجد نباتات تتم زراعتها للحصول علي الزيوت" مثل الهوهوبا وبذلك نحصل علي مميزات كثيرة وليس مطلوبا من الدولة في ذلك إلا توفير الارض لمثل هذا المشروع بتسهيلات للشباب وهي اراض صحراوية لا يستفيد منها احد الآن. مع تحياتي دكتور مهندس معماري سامي علي محمد كامل عميد كلية الهندسة جامعة المملكة مملكة البحرين