الأنظار كلها تتجه بعد أزمة أنفلونزا الطيور والخنازير إلي المصانع المنتجة لمصنعات اللحوم ماذا ستفعل؟ وكيف سيكون عملها؟ وهل كما يقال إنها ستستخدم لحوم الخنزير رخيصة الثمن وغير معروفة الشكل والتي لن يكتشفها أحد لأنها ستكون معبأة ولا تظهر؟ وهل هناك مخاوف من الركود المتزايد لهذه المصانع؟ وهل ستنخفض اسعارها بالأسواق؟ وهل سيتأثر التصدير إذا استمرت هذه الشائعات؟.. "الأسبوعي" طرحت هذه الأسئلة وغيرها علي الخبراء وأصحاب المصانع والمحال الذين أكدوا أن عملية التصنيع تتم في ظل رقابة صارمة بداية من تسلم السلعة سواء كانت لحوما أو دواجن إلي جانب وجود أطباء بيطريين في الوحدات المختلفة في مواقع الإنتاج، وفوق كل ذلك ضمائر العمال ومراقبة المختصين إلي جانب كسب ثقة العميل بغض النظر عن أي مكاسب سيحققها من يغش. بداية يقول محمد فرج عامر رئيس جمعية مستثمري برج العرب ورئيس مجموعة فرج الله للصناعات الغذائية إن أي لحوم يتم استخدامها في المصانع المنتجة للمواد الغذائية المصنعة عليها رقابة صارمة وكردون أمني شديد من وزارات الصناعة والتجارة والصحة والتموين ودكاترة الطب البيطري، إضافة إلي أن جميع المصانع التي تعمل في هذا المجال تحمل تراخيص وسجلات ومستندات رسمية من الدولة وهي مصانع ذات سمعة وشهرة لا يمكن أن تضحي بسمعتها أو حتي اسمها، مشيرا إلي أن هذه المصانع تعمل تحت إشراف طبي وكل وحدة انتاج بها طبيب بيطري مقيم ومعين من وزارة الصحة، لافتا إلي أن الجرائم لا يمكن أن تحدث في تلك المصانع المراقبة، وحتي لو افترضنا أن صاحب المصنع عديم الضمير فإن العمال لن يكونوا مثله. ويلفت عامر إلي أن لحوم الخنزير تختلف شكلا ومضمونا عن اللحوم البلدية ويستطيع أي فرد أن يفرق بينهما بسهولة، والشيء الأهم هو أن القانون يعاقب من يرتكب هذه الفعلة بالحبس بما لا يقل عن 10 سنوات وغلق المصنع نهائيا وتشريد العمال، مضيفا أن أي كميات سيتم ذبحها من الخنازير ستوضع حسب التعليمات في ثلاجات وستكون تحت رقابة حتي منافذ بيعها، وفوق كل ذلك هل سيخالف المنتج ضميره ويغضب ربنا من أجل ملاليم؟ مشيرا إلي أن سعر بيع اللحوم مازال مرتفعا حتي في جميع دول العالم بسبب علف الحيوانات المرتفع وردا علي سؤال حول تعرض المنتجات الغذائية المصنعة للركود في الداخل والخارج قال فرج عامر: علي العكس لن يكون هناك ركود علي الاطلاق بل هناك طلب كبير بدليل انني موجود الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتنفيذ صفقة تصدير إلي جانب الطلبات الأخري من دول كثيرة. المستورد ومن جانبه يقول رأفت رزيق عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية إن أي تخوف من خلط لحوم الخنزير باللحوم العادية البلدي أو غيرها في المصنعات من المواد الغذائية لا يمكن أن يحدث والسبب ببساطة هو أن اللحوم المصنعة في المصانع المصرية تعتمد علي اللحوم المستوردة من الخارج لسببين: الأول هو أن هذه اللحوم المستوردة بها أجزاء معينة وقطعيات من الحيوانات تستخدم في الصناعة ولا توجد في اللحوم المصرية، والسبب الثاني هو أن أسعار هذه اللحوم ارخص من اللحوم البلدية المصرية، كما أن هناك فصلا كاملا بين اللحوم البلدية المذبوحة في المجزر وبين لحوم الخنزير التي يتم ذبحها حيث يتم وضعها في ثلاجات منعزلة لعرضها للبيع، لافتا إلي أن لحوم الخنزير لها سوقها وزبائنها. وفيما يتعلق بعملية التصدير يوضح رزيق أنه لا يوجد تخوف علي الاطلاق من عملية تصدير اللحوم المصنعة لأن المصانع المصرية لا تتعامل مع لحم الخنزير وهناك رقابة صارمة علي الإنتاج والمصانع التي تصنع الخنزير لها طرق أخري وأماكن أخري والشيء الأهم هو أن الرقابة علي الصادرات والواردات بوزارة التجارة ومن خلال معاملها المنتشرة والتي يشهد لها بالكفاءة العالية تضبط أي منتج مصدر أو مستورد غير سليم أو غير مطابق للمواصفات العالمية. وحول تعرض المنتجات المصنعة لانخفاض في السعر أوضح رأفت رزيق أن السعر سيتوقف علي العرض والطلب وسعر الخام المستخدم في الصناعة.