ضيف ثقيل غير مرغوب فيه حل علي العالم هذه الأيام، وكأن الأزمة المالية العالمية ليست كافية لتأديب البشر وتذكيرهم بأن الله حق. انفلونزا الخنازير تهاجم من جديد بعد انفلونزا الطيور التي لا تزال بقاياها متوطنة في بعض البلاد وتأثيرها علي الثروة الداجنة يهدد مصادر غذائية في بلاد أخري. هذه الأنواع من الانفلونزا يمكن أن تتحول بسرعة إلي وباء عالمي ولكن المسألة بالنسبة للخنازير أشد خطرا وفتكا نظرا لأن الفيروس الذي ينتقل من الخنازير إلي الإنسان الذي يخالطها سرعان ما ينتقل بين البشر عن طريق الرذاذ المنتشر من السعال والعطس. انفلونزا الطيور لم يتحور الفيروس الخاص بها لكي ينتشر بين البشر إلا في حالات نادرة مازالت معدودة وإن بلغت المئات ويكفي الابتعاد عن مخالطة الطيور الحية لتجنب الاصابة بها، كما ان انتقال العدوي لا يتم إلا من خلال ملامسة ريش الطيور المصابة. انفلونزا الخنازير تقتل بسرعة وتنتشر بين البشر، ولذلك فإن التهديد بفرض اجراءات علي السفر والتنقل وقيود علي الدخول والخروج من التجمعات الانسانية وارد ولكنه لم يحدث حتي الآن إلا بطريقة جزئية في بعض البلاد التذي تفشي فيها المرض مثل المكسيك التي فرضت اجراءات حجر صحي علي المصابين واعطت للسلطات الصحية حرية وحق الدخول للتفتيش احتجاز المرضي في أماكن للعزل الصحي. بدأت حول العالم حملة للتوعية بمخاطر انفلونزا الخنازير التي تصيب الانسان في جهازه التنفسي عن طريق الاستنشاق وتسبب له أعراضا شبيهة بأعراض الانفلونزا الموسمية العادية ولكنها في حال الاصابة الشديدة تؤدي إلي تلف في الرئتين يؤدي إلي الوفاة. اكدت منظمة الصحة العالمية ان بعض حالات الوفاة الحديثة بسبب هذا الفيروس تمثل نوعا جديدا لم يعرف من قبل.. ولكن درجة الانتشار حتي الآن لا توحي بأن المرض أصبح وبائيا إلا أن المخاوف من انتشاره إلي حد الوباء لا تزال قائمة وتحد من خطورتها الاجراءات الوقائية التي تلجأ إليها السلطات الصحية في البلاد المختلفة، حيث يتم تربية الخنازير في أوروبا وأمريكا، يوجد لقاء مضاد للاصابة بانفلونزا الخنازير يحرص اصحاب المزارع والسلطات المحلية علي اعطائه بصفة دورية للخنازير حماية لها من الاصابة القاتلة بالمرض. أما الانسان فلا يوجد حتي الآن لقاح ضد اصابته بهذا المرض.. ويقول خبراء الصحة ان اللقاح المعروف للانفلونزا العادية لا ينفع في حالة الإصابة بانفلونزا الخنازير. ربما يكون أفضل سبيل أمام الانسان هو التزام الطرق الوقائية التقليدية مثل الحرص علي النظافة الشخصية وغسل الأيدي بالماء والصابون، والابتعاد عن الزحام قدر الامكان وارتداء القناع الطبي كلما أمكن ذلك.