توقع خبراء حدوث قفزة حادة في أسعار البترول في شهور معدودة، بعدما تسببت الأزمة الاقتصادية العالمية في انهيار الأسعار وبالتالي عرقلة استثمارات حيوية في مجال التنقيب والإنتاج. وحذر مؤسس بنك (سيمونز وشركاه الاستثماري) مات سيمونز، من أن تراجع أسعار البترول جراء الأزمة بأكثر من 70% قوض معدلات الإنتاج في الحقول لنحو 20% سنويا وهو أمر لا يمكن للعالم أن يتحمل استمراره. وقدر البنك المبالغ المطلوب استثمارها في مشاريع البني التحتية البترول التي عفا عليها الزمن، بنحو مائة تريليون دولار. وأوضح سيمونز أنه مع شح الائتمان وهبوط أسعار البترول بنحو مائة دولار في البرميل من أعلي مستوياتها التي بلغتها في يوليو من العام الماضي فإن شركات البترول لن تستطيع أن تبقي علي مستويات نفقاتها السابقة، الأمر الذي سيؤدي لانخفاض الإنتاج. وحدد سيمونز المدي المنتظر لطفرة أسعار النفط من جديد قائلا "بيننا وبين صدمة الأسعار ثلاثة أشهر أو ستة أو ربما تسعة.. نحن لا نتحدث عن سنوات". وأضاف أن الأسعار الآن منخفضة انخفاضا طيرا وكلما انخفضت الأسعار قل إنتاج البترول وتعاظمت فرص حدوث قفزة شديدة في أسعاره. وانخفضت أسعار النفط منذ أن دفع الركود الاقتصادي العالمي المستهلكين والشركات علي حد سواء إلي تخفيض استهلاكهم من الطاقة. ورغم انتعاش أسعار الذهب الأسود مؤخرا إلي أعلي من خمسين دولارا للبرميل من مستوياتها المتدنية دون 35 دولارا للبرميل في ديسمبر الماضي، يقول كثير من شركات النفط والدول المنتجة له أن الأسعار مازالت متدنية وستؤثر سلبا في الاستثمار في مشروعات تحقق إنتاجا جديدا. ويعد سيمونز من مؤيدي نظرية "ذروة النفط" وهو يجادل منذ سنوات أن إنتاج النفط العالمي في تراجع لا يمكن إيقافه علي اعتبار أن البنية التحتية لصناعة البترول اصبحت قديمة جدا. وفي كتاب لسيمونز بعنوان "شفق في الصحراء صدمة النفط السعودي القادمة والاقتصاد العالمي" الذي صدر عام 2005 اعتبر أن إنتاج أكبر منتج للنفط في العالم وصل إلي ذروته وسوف يتراجع قريبا منهيا إلي الابد عصر البترول الرخيص. من جانب آخر ترفض شركة ارامكو السعودية والعديد من المحللين الآخرين بشدة ما ذهب إليه سيمونز معتبرين أنه قد بالغ في تحديد معدل تراجع إنتاج حقول البترول في العالم القديمة. وحدد زملاء أبحاث الطاقة في جامعة كامبردج العام الماضي معدل انخفاض انتاج حقول في العالم بما يتراوح بين 4 و 5% سنويا. ويشارك كثير من المحللين والهيئات المحافظة ومنها وكالة الطاقة الدولية سيمونز مخاوفه من تأثير الأزمة المالية العالمية والهبوط الشديد في أسعار النفط. وحذرت وكالة الطاقة الدولية سوق النفط قبل أيام من أن ما يقرب من مليوني برميل يوميا من طاقة الإنتاج الجديدة التي كان مقررا بدء تشغيلها قد تأجلت في الوقت الحالي بسبب نقص الأموال.