الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما طلب من وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا رسميا حول ردود فعل العرب تجاه الحديث الذي أدلي به الاسبوع الماضي إلي قناة "العربية" الاخبارية. وقالت محطة التليفزيون الأمريكية "إن بي سي" إن مسئولي الوزارة عكفوا علي متابعة وسائل الإعلام العربية والمدونات الالكترونية لقراءة وتحليل ما جاء بها من ردود فعل وآداء وتعليقات. ويا سيادة الرئيس أوباما نحن سعداء بالتوجه الايجابي المهم في هذا الحديث والمتمثل في انتهاء سياسة الغطرسة وإملاء الأوامر الذي كان متبعا في عهد الرئيس السابق جورج بوش وهي السياسات التي أدت إلي برود في العلاقات العربية الأمريكية وايجاد جو من عدم الثقة وامتد ذلك لدي البعض إلي شعور بالكراهية ضد كل ما هو أمريكي. ونحن أيضا سعداء بأن السياسة الجديدة لأوباما هي سياسة اإاصغاء والحوار فنحن شركاء في حل القضايا المتعلقة بنا ونحن الأحق بالتفاعل وعرض وجهات نظرتنا التي تشمل رغبتنا في تسوية عادلة وسلام شامل في المنطقة وأن نحارب معا كل أسباب العنف والتطرف والإرهاب. ونحن معكم فيما ذكرتموه من أنكم لا تريدون اثارة آمال كبيرة في المنطقة حول امكانية لتحقيق تقدم سريع في محادثات السلام، فنحن ندرك عمق الخلافات القائمة وتباعد المسافات، ولكننا علي قناعة بأنالرغبات الصادقة من أجل السلام تزيل في طريقها الكثيرمن العقبات وتمهيد الطريق لتنازلات منصفة لتحقيق الهدف وهو إقامة دولتين متجاورتين تعيشان في سلام، الدولة الاسرائيلية والدولةالفلسطينية فلا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون ايجاد تسوية كاملة للقضية الفلسطينية تتمثل في إقامة الدولة المستقلة بكل مضمونها ومسئولياتها. وفي هذا فإننا ندرك وعلي يقين أيضا من أنه لا يوجد أي رئيس وزراء لاسرائيل استطاع ان يقف ضد أي ضغوط لرئيس أمريكي خاصة اذا جاءت هذه الضغوط مواكبة للمصالح القومية الأمريكية، وهي المصالح التي تربتط بضرورة إقامة سلام دائم في الشرق الأوسط لأنه بدون هذا السلام فإن علاقات الولاياتالمتحدة مع العالمين العربي والإسلامي ستظل مضطربة ولن يمكن تحسين صورة أمريكا التي تأثرت كثيرا في عهد ادارة بوش الذي حصر العالم في خانة الأعداء او خانة الاصدقاء واعتبر ان كل من يخالف أمريكا الرأي هو من الاعداء، ولأننا بالطبع في العالم العربي والاسلامي لم نتفق كثيرا مع آراء بوش وسياساته فالمؤكد اننا كنا من الاعداء ومن الارهابيين أيضا! ولا ننكر ايضا ان الطريقة التي تحدثتم بها عن الإسلام واحترامكم لهذا الدين العظيم هي أيضا مثار تقديرنا وتفاؤلنا، فحديثكم عن نشأتكم في مجتمع مسلم ووجود مسلمين في عائلتكم يعطي انطباعا جيدا بأنكم تعرفون وتتفهمون الدين الإسلامي دين السلام والرحمة والتعايش بين كل الأجناس والديانات في وئام ومحبة من منطلق احترام الإسلام لكل الديانات الاخري السماوية وتقبله لها. ولكننا مع ذلك نخشي ان نفرط في التفاؤل والسعادة، فالكلمات والرسائل التي جاءت في حديثكم ل "العربية" جميلة ومؤثرة ولكنها لم تقدم حلولا واقيعة بعد، ولا ندرك لأي مدي ستواصلون السعي لتطبيق ما أعلنتموه، فالبداية جيدة والتوجه ايجابي والاشارات مطمئنة ولكن يبقي أن يكون هناك عزم وإصرار علي التنفيذ وان تكون النهاية سعيدة لكي نحتفل بكم ومعكم بعصر جديد من الحوار والتفاهم بين دول العالم يكون أساسا مختلفا لنظام عالمي جديد تتقارب فيه المسافات بين الجنوب والشمال بين الاغنياء والفقراء لنتفرغ جميعا للتنمية ومواجهة الأزمات المالية العالمية العاصفة التي زادت من أعداد العاطلين وتهدد العالم بكساد مدمر تزداد فيه معاناة الفقر وتظهر فيه مشاكل أعمق وأكثر حدة من مشاكل الإرهاب. سيادة الرئيس الأمريكي نحن لن ننتظر ما تجودون به علينا فإن مسئولياتنا ايضا كعرب وكشركاء كبيرة في أن نكون طرف أساسيا في عملية السلام وان نقدم ونفعل مبادرتنا للسلام من أجل ان يكون هناك إطار واضح للتحرك ولإنهاء صراع تاريخي لم يكن يبدو أبدا في الأفق ما يؤكد أنه ستكون له نهاية..!