مفتي السعودية العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ اتخذ موقفا جريئا ومتطورا في مواجهة الذين يدعون إلي مقاطعة لسلع بعض الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية بسبب مواقفها من أحداث غزة. فالمفتي انتقد دعوة المقاطعة التجارية بشدة ووصف الذي يدعون إليها "بالمطعطعين" وهم المتنطعين في أمورهم الدنيوية والدينية. وقال الشيخ إن التبادل التجاري بين الدول جائز، ومن الواجب علينا الابتعاد عن الطعطعة فأنت تضر نفسك وتضر الناس لأن العالم الأن كالحلقة الواحدة لا يستغني بعضه عن بعض، وكما يحتاجون البترول تحتاج أنت لسلعتهم والتهديد بالمقاطعات التجارية لبعض المنتجات لا يخدم شيئا. وأضاف الشيخ الذي كان يتحدث في محاضرة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أن موضع التسرع في "التفسيق" مهم وشائك ولا ينجو منه إلا ذي علم راسخ وإيمان صادق في قوله وعمله. والحقيقة أن مفتي السعودية في هذه الآراء الجرئية عبر عن فكر واقعي متطور بعيد عن الدعوات الانفعالية غير الواقعية التي يصعب تطبيقها مع العلاقات التجارية العالمية المتشابكة حاليا. فالذين يتحدثون عن مقاطعة بعض منتجات بعض الشركات التي تنتج مشروبات أو أطعمة تحمل أسماءا أمريكية لا يؤثرون بذلك علي الاقتصاد الأمريكي بقدر ما يؤثرون علي وظائف كثيرة للمواطنين في بلادهم، وإغلاق هذه الشركات أو المطاعم أو إفلاسها إنما سينعكس سلبا علينا وليس علي الدول المراد مقاطعتها والتي لن يضيرها كثيرا توقف الناس في الدول العربية عن أكل الهامبورجر أو شرب الكوكاكولا مع العلم بأن ذلك من الصعب أن يحدث..! وإذا كانت هناك مقاطعة يتحدث عنها البعض فلتكن إذن للسيارات والأدوية والسلاح، وما إلي ذلك من صناعات مؤثرة ذات عائدات ضخمة بدلا من التركيز علي بعض المنتجات الرمزية التي لن تغير من الأمر شيئا..! إن مفتي السعودية كان واضحا في ذلك وحسم القضية بشجاعة وثقة، فالقضية ليست في الكوكاكولا وإنما القضية في العقل العربي الغائب والذي يتمسك بصغائر الأمور وينسي الأمور المهمة..!