جاء إعلان مجموعة تربيون الاعلامية الامريكية والتي تملك صحيفتي شيكاغو تربيون ولوس أنجليس تايمز اشهار افلاسها بمثابة الصدمة والمفاجأة للاوساط الاعلامية، وجاء قرار المجموعة بعد اندلاع الازمة المالية العالمية وتراجع دخلها الاعلامي وانخفاض مستويات التوزيع لادني مستوي ، وتشير تقارير اعلامية الي تسريح الصحافة الامريكية نحو 15400 شخص من العاملين بها خلال العام المنصرم وحتي صحيفة نيويورك تايمز ابرز الصحف الامريكية اعلنت انها ستقترض 225 مليون دولار لقاء رهن مقرها الجديد في منهاتن لمواجهة ازمة السيولة وتراجع ارباحها، فماذا عن الصحافة المصرية؟! "العالم اليوم" طرحت العديد من التساؤلات حول امكانية اصابة الصحافة المصرية بالعدوي الامريكية ، واكثر الصحف تأثرا بهذه الازمة هل الصحف الخاصة ام القومية ام الحزبية؟ وتأثيرها علي حجم العمالة بهذه الصحف ومستوي ادائها المهني؟ وكيفية مواجهة هذه الازمة؟ ويصل عدد المطبوعات الصحفية في مصر الي 570 اصدارا دوريا ما بين يومي واسبوعي وشهري ومنها الصحف القومية ويصل عددها الي 60 صحيفة والحزبية 36 والخاصة 18 بالاضافة لصحف الجامعات والجمعيات ويعمل بمهنة الصحافة الاف الصحفيين ولا يوجد حصر دقيق لهم ومنهم اكثر من 7 الاف صحفي مقيد بنقابة الصحفيين. يوضح محمد ابو الحديد رئيس مجلس ادارة دار التحرير للطبع والنشر ان الصحافة المصرية كمؤسسات اقتصادية ستتأثر بالازمة المالية العالمية بقدر تأثر الاقتصاد المصري بهذه الازمة حيث ان تداعيات الازمة المالية اذا فرضت نفسها علي الاقتصاد المصري ستؤدي لانكماش الاقتصاد الوطني وحركة السوق الداخلية بما سيدفع الشركات والمصانع لترشيد انفاقها وتخفيض ميزانياتها للاعلان وذلك سيؤثر بشكل مباشر علي حجم وارد المؤسسات الصحفية من الاعلانات بالاضافة الي ان الازمة ستؤثر علي حجم دخل الافراد وستنعكس علي قراره في شراء الصحيفة او المجلة التي يقرأها. ويضيف ابو الحديد ان تداعيات الازمة المالية العالمية لا يمكن الجزم بانها وصلت الينا حتي الان حيث لم يظهر التأثر حاليا ، موضحا ان مطابع المؤسسة بدار التحرير تعمل وفق طاقة انتاجها الطبيعية ولم يتم وقف طبع مجلات او صحف كانت تطبع قبل الازمة وكذلك فلم يظهر بشكل واضح اي تراجع في حجم الاعلانات ونتمني ألا يحدث ذلك. وأكد ابو الحديد ان المؤسسات الصحفية ستلجأ في حالة تراجع حجم وارداتها بسبب الازمة الي انشطة جديدة تضمن لها تعويض هذا الانخفاض والبحث عن موارد بديلة ومبتكرة حيث ان هذه المؤسسات عليها الكثير من الالتزامات المالية ولابد من سدادها. ويوضح ابو الحديد ان الانشطة البديلة قد تكون في صورة البطولات الرياضية الدولية او المهرجانات المحلية والخارجية وغيرها. واضاف ان المؤسسات الصحفية اضطرت لرفع سعر العدد الاسبوعي للجرائد القومية الثلاث في ضوء المستجدات الجديدة وذلك بعد موافقة المجلس الاعلي للصحافة. وردا علي سؤال حول اكثر الصحف المصرية تأثرا بالازمة المالية العالمية قال ابو الحديد لا يمكن تحديد اي الصحف اكثر تأثرا بالازمة لان اوضاعهما مختلفة حيث ان الصحف القومية ومؤسسات عريقة لها مصادر دخل دائمة ولكن في نفس الوقت عليها التزامات ضخمة وبها حجم عمالة كبير جدا علي عكس الصحف الخاصة. اما كرم جبر رئيس مجلس ادارة روز اليوسف فأكد ان الازمة المالية العالمية ستنتقل للصحافة المصرية في عدة اشكال هي انخفاض حجم حصيلة الاعلانات بالصحف نتيجة تخفيض الشركات والمؤسسات الاقتصادية لميزانية الاعلان خاصة الشركات العقارية والتي شهدت طفرة اعلانية في الفترة الاخيرة بالاضافة لانخفاض معدلات توزيع الصحف نتيجة حالة الركود والكساد التي ستضرب السوق وستؤثر بشكل مباشر علي القارئ ومستوي دخله وسيعزف عن الشراء ويلجأ للصحف الالكترونية، وكذلك فان كثيرا من المؤسسات الصحفية لها استثمارات ومشروعات مختلفة ستتأثر بالازمة المالية وكل ذلك يصب في انخفاض موارد الصحف.