قال تقرير لميريل لينش إنه رغم الإقرار واسع الانتشار بأن العالم يواجه أكبر مجموعة من الظروف الاقتصادية الأكثر تحدياً في جيل علي الأقل، يبدأ عام 2009 وسط مقدار لا بأس به من الأمل بأن الأسوأ أقله في الأسواق المالية قد أصبح وراءنا. ففي ديسمبر الماضي ظهر الأمل بشكل انتعاش في أسواق الأسهم والسلع. يضاف إلي ذلك أنه حصل تراجع بالدولار الامريكي الذي أدي غرضه كملاذ آمن. ولكن إلي أي مدي سيستمر الانتعاش في قابلية المغامرة وتأثيرها علي العملات هو الهدف الأول والمهم في مطلع 2009. وتابعت ميريل لينش: نعتقد أن ثمة دافعين متصلين للتفاؤل الذي حصل مؤخراً. أن انضمام التيسير الكمي والتيسير المالي الحكومي الواسع سينجحان في إمداد الاقتصاد العالمي بالسيولة. والأساس الثاني للتفاؤل هو أن مجمل الأخبار السيئة قد بنيت في الأسعار. ورغم الرؤية الاقتصادية المتجهمة، فأسواق الأصول توقعت حالة أسوأ من أي شيء خبرته منذ الحرب العالمية الثانية. فعليه، يستحسن الشراء، حسب الإجماع الناشئ، خاصة في سياق ما يبدو من المراكز الدفاعية التي يتخذها المستثمرون. وواصلت: فيما نتعاطف مع التوقع بأن السياسة الاقتصادية ستنجح، وعلي هذا الأساس نتوقع انتعاشاً في النصف الثاني من العام في عملات الأسواق الناشئة وتدنياً بسعر الدولار ضد عملات العشرة الكبار، لكننا لا نؤيد الرأي الذي يقول بأن الظروف ستتحسن في الوقت القريب. وفي الواقع، لقد ظهر في فترة الأعياد ان ثمة مؤشرات قائدة، وعلي الخصوص في الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو، تدل علي أن الصناعة سجلت أرقاماً متدنية قياسية. وأضافت: لا شك أن الأصول الخطرة قد انتعشت رغم التردي الحاصل في المعطيات الاحصائية والتي ترتكز علي الرأي القائل إن الأخبار السيئة أصبحت مبنية في الأسعار؛ نعتقد أن ما يقوض هذه الحجة هو ما يبدو الآن في روع الجميع أن المعطيات أصبحت متردية لدرجة انه لا يبقي أمامها سوي الارتفاع عند نقطة ما. ومن المؤكد أن أطروحة "الذبحة القلبية" تفرض تأرجحاً واسعاً في المعطيات (نزول عنيف ثم صعود قوي). ولكن يبدو انه موقف يتصف إلي حد ما بالشجاعة أن نتخذ موقفاً يبتغي مردوداً عالياً أو سلعاً مرتبطة بالعملات يمكن أن تشهد معطيات إحصائية مرتفعة وسط صعود قاس في البطالة العالمية. وقالت: من الشجاعة بمكان أن نفترض أيضا أن العلاقات المترابطة في الواقع في النصف الثاني من 2008 لغاية أواخر 2009 ستصمد. إذا أخذنا العملات مثلاً، ابتدأت التغييرات في فروقات معدلات الفائدة في أن تلقي بظلالها علي تحركات الأسعار في الأسهم والسلع. يبقي ضمن العشرة الكبار مجال للدولار الامريكي والفرنك السويسري والين الياباني للاستفادة من توقعات تلاقي أسعار الفائدة في المدي القصير وانعكاساً لذلك، يتوقع استعادة الدولار الامريكي. وتدفقات إعادة التوازن من قبل مدير الاحتياطي إلي خارج اليورو سيؤدي بالليرة الإسترلينية والدولار الاسترالي إلي النهوض من جديد. وستستمر حقيبة العشرة الكبار الاستنسابية من العملات في حالة دفاعية، فتبيع اليورو وتشتري الدولار وتبيع الاسترلينية وتشتري الدولار وتبيع اليورو وتشتري الفرنك السويسري. واستطردت ميرل لينش: إذا نظرنا إلي المستقبل، من المهم أن نري كيف يتعامل السوق مع المعطيات الاقتصادية الضعيفة في الولاياتالمتحدة وغيرها من البلدان. فمفتاح الدولار الأمريكي هو هل المعطيات فقط سيئة أو هي من الرداءة بمكان من شأنها أن تؤدي إلي توقع العدوي وتلاقي أكثر سرعة من قبل العشرة الكبار عند مستويات الولاياتالمتحدة المتدنية. ان السياسة النقدية النسبية هي مهمة في أوروبا. فمنطقة اليورو إزاء التوقعات الأخري لمعدلات الفائدة الاوروبية راحت تقترب من القمة. وهذا يوحي بأن قوة اليورو علي أساس واسع بدأت تتلاشي، وعلي الخصوص إذا شرع البنك المركزي الاوروبي بمواصلة دورته التيسيرية.