أشارت المجموعة المالية هيرمس في تقرير حديث لها عن قطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إلي أن حوالي خمس شركات حققت أداء جيدا خلال الربع الثالث من العام الماضي بينما تراجع أداء كل من شركتي "أوراسكوم تيلكوم المصرية" و"الاتصالات السعودية" وذلك علي مستوي الايرادات فقط، ولكنهم تماشوا مع توقعات هيرمس في كل من مستوي العوائد والهامش.. وأشارت هيرمس إلي أن أغلب أسهم قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط التي قامت بتغطيتها قد أظهرت اتجاها صعوديا بنسبة 40% كنتيجة للتصحيح الحالي في أسهم السوق. علي المدي القصير مازالت هيرمس تري دفاعية أسهم الاتصالات مع انخفاض غير محدد في الايرادات مثل المصرية للاتصالات، موبينيل وشركة الاتصالات السعودية. وأشارت هيرمس إلي أن أداء معظم الشركات كان ايجابيا خلال الربع الثالث فقد فاقت ايرادات شركة المصرية للاتصالات التوقعات بالاضافة إلي قدرة موبينيل علي تنظيم متوسط العائد للمستخدم الواحد وهامش الربح قبل استقطاع الفائدة والضرائب والاهلاك والاستهلاك وذلك بالرغم من اضافات المشتركين المكثفة، كذلك الأداء الجيد لمشتركي أوراسكوم تليكوم علي صعيد متوسط العائد للمستخدم الواحد والحصة السوقية وهامش الربح قبل استقطاع الفائدة والضرائب والاهلاك والاستهلاك فيما عدا موبيلينك الباكستانية. وقد اشتدت المنافسة في مصر خاصة بعد تقديم خاصية رقم الموبايل وموجة من خفض التعريفات التي يقودها موبينيل تليها اتصالات مصر وفودافون. كذلك اضافت مصر 3.8 مليون مشترك موبايل خلال الربع الثالث من 2008 "بزيادة ربع سنوية قدرها 25%" ليبلغ العدد 40.7 مليون مشترك بنهاية سبتمبر بمعدل اختراق للموبايل قدره 52% وتعتقد هيرمس أن المناخ الحالي من التضخم المرتفع له تأثير سلبي علي المستهلكين وخاصة من فئات الدخل المنخفض والتي تهتم بكل من نمو المشتركين والنظرة المتوسطة والقصيرة الأجل لمتوسط العائد للمستخدم الواحد. وذكرت هيرمس أن نتائج الربع الثالث من 2008 لأوراسكوم تليكوم قد جاءت متماشية مع تقديراتها علي مستوي العوائد وهامش الربح قبل استقطاع الفائدة والضرائب والاهلاك والاستهلاك، ولكنها جاءت منخفضة علي مستوي الايرادات ويرجع ذلك إلي الخسائر المرتفعة وغير المتوقعة في سعر الصرف وقد جاء أداء معظم المشتركين أفضل مما كان متوقعا ماعدا باكستان وقد اضافت أوراسكوم تليكوم 1.9 مليون مشترك خلال الربع ليبلغ 79.3 مليون مشترك. وكانت هيرمس قد حددت القيمة العادلة طويلة الأجل لسهم الشركة عند 61.6 جنيه وأوصت بالحياد في المدي القصير والشراء علي المدي الطويل. فيما جاءت نتائج الربع الثالث من 2008 لاتصالات مصر أفضل من المتوقع لها في هيكل الايرادات، وكانت هيرمس قد توقعت حدوث نمو قوي خلال الربع كنتيجة لاعادة توازن التعريفة في أول يوليو. وكانت هيرمس قد حددت القيمة العادلة طويلة الأجل للسهم عند 23.2 جنيه، وأوصت بالشراء علي كل من المديين القصير والطويل كذلك فقد أعلنت شركة موبينيل عن نتائج أعمالها للربع الثالث من2008 والذي جاء أفضل من المتوقع لمتوسط العائد للمستخدم الواحد والهوامش والايرادات وقد أضافت الشركة 1.4 مليون مشترك خلال الربع ليبلغ العدد 18.9 مليون مشترك بنهاية سبتمبر وفقا لتوقعات هيرمس لها. وكانت هيرمس قد حددت القيمة العادلة طويلة الأجل للسهم عند 217.7 جنيه، وأوصت بالشراء علي كل من المديين القصير والطويل. وعلي صعيد آخر كانت هيرميس قد أشارت في دراسة سابقة لها إلي أن الاساسيات في الاسواق الشرق الأوسط لاتزال غير مفعلة ولكنها سليمة وتعتقد هيرمس أن مستويات الاسعار الحالية للأسهم تعد فرصة ممتازة وتوقعت هيرمس أن الجزء الأكبر من المؤسسة الغربية سيدخل من جديد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولكن مع مزيد من التدفقات المتقلبة وذلك نظرا لدخول الاسواق العالمية فترة من التقلب المتواصل وحتي عام 2009 ونتيجة لذلك فإنه من المتوقع أن تعتمد أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي المستثمرين المحليين والإقليميين، كذلك من المتوقع أن توفر صناديق الثروة السيادية في دول مجلس التعاون الخليجي الدعم علي أساس "حسب الحاجة" وقالت هيرمس: "إن المستثمرين سوف يتجهون إلي الأصول الأكثر أماناً وسيقومون بالبعد عن الأصول الخطرة والقليلة السيولة. فيما استفادت الأسهم الممتازة الأمريكية والذهب والدولار، وأشار التقرير إلي أن الأزمة الائتمانية الأكثر تأثيراً علي الولاياتالمتحدة وأوروبا والمؤسسات المالية وقد فقدت الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جزءا كبيرا من قيمتها خلال الربع الماضي، كذلك يمكن أن يرجع الانخفاض الحاد في أسهم الأسواق الناشئة في عام 2008 جزئياً إلي القوة التي فاقت الأداء في 2007 عندما انهارت الأسواق المتقدمة وأضاف التقرير أن أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من ضغط العمليات البيعية القوية بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك. ولكن تعتقد هيرمس أن ذلك يرجع إلي الفترة القريبة والمتزامنة مع الضعف الحادث في الولاياتالمتحدة وأوروبا مما يؤدي إلي تراكم ضغوط البيع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالرغم من ذلك مازالت تعتقد هرمس أن الضغوط البيعية قصيرة الأجل يجب أن تنخفض خلال الأسابيع القادمة وذلك مع بحث المؤسسات الغربية عن تحرير السيولة والخروج من السوق. فالمستثمر الأجنبي يخترق حالياً في مستويات لم نشهدها منذ حوالي عامين.