ردود فعل واسعة أثارتها تصريحات المدير التنفيذي لشركة توماس كوك العالمية في مصر والشرق الأوسط حول مستقبل السياحة العلاجية توقع الخبير العالمي وصول دخل هذه السياحة إلي 100 مليار دولار عام 2010 منها 8 مليارات دولار في منطقة الشرق الأوسط. وترصد العالم اليوم "الأسبوعي" واقع هذا النمط من السياحة الذي يصفه البعض بأنه "سياحة المليارات" بعد أن كاد يتعرض للموت الأكلينيكي رغم ما تتمتع به مصر من مزايا تنافسية وإمكانات تنفرد بها بين دول العالم. وداخل غرفة إنعاش وتنشيط ذلك القطاع كان التحقيق التالي: تكشف الدراسات التي نشرتها مجلة البحوث السياحية التي يصدرها قطاع البحوث والتدريب بوزارة السياحة أن السياحة العلاجية بدأت تلقي اهتماماً بالغاً من جميع مستثمري السياحة في مختلف بلدان العالم خاصة أن السفر من أجل العلاج والاستشفاء أصبح من الأنماط الرئيسية للسفر والسياحة، كما توضح أن السياحة العلاجية تشمل فئات متعددة ممن يعانون أمراضا معينة فضلا عمن يرغبون في استرداد لياقتهم البدنية والذهنية. وتؤكد الدراسات أن القرن الحادي والعشرين بعد العصر الذهبي للسياحة العلاجية من حيث زيادة حرص الدول علي تنمية مناطق السياحة العلاجية والتقدم الإعلامي الذي ساهم في نقل المعلومات عن مناطق الاستشفاء البيئي غير الكيمائي وزيادة الاهتمام العالمي بحماية البيئة الطبيعية من عناصر التلوث المختلفة. وتكشف دراسة حديثة قام بها الدكتور محمود السيد أحمد مستشار بهيئة قضايا الدولة عن أنه بالرغم من المزايا المتعددة التي تملكها مصر في مجال السياحة بوجه عام والسياحة العلاجية بوجه خاص إلا أنه مازالت هناك مجموعة من العقبات والتحديات أمام تنشيط السياحة العلاجية في مصر وأهمها صعوبة وصول الخدمات المميزة مثل الخدمات الصحية حيث تعاني من نقص في الأطباء ذوي الكفاءات. وكذا صعوبة توافر التخصصات الطبية المطلوبة في السياحة العلاجية خاصة الأمراض الجلدية بالإضافة إلي عدم توافر المستشفيات اللازمة والتي تتضمن تخصصات دقيقة في أماكن السياحة العلاجية. واقترحت الدراسة عدداً من الحلول المطلوبة لتنشيط السياحة العلاجية تمثلت أهمها في إحكام رقابة الأجهزة البيئية علي المنشآت البترولية والتي تسبب مشكلات صحية كثيرة خاصة في أماكن الاستشفاء السياحي. وتسهيل وصول الخدمات الصحية الأساسية لأماكن السياحة العلاجية. - وفتح خطوط المياه العذبة بصفة مستمرة مما يقلل المشكلات الصحية الناتجة عن تلوث المياه مثل أمراض الكلي. وزيادة الوعي البيئي من المواطنين بعدم القاء أو حرق القمامة، بالإضافة إلي توافر الأطباء المتخصصيين. ويؤكد زهير جرانة وزير السياحة: أن وزارة السياحة تحرص علي الاهتمام بتقديم الدراسات والبحوث الخاصة باستحداث الأنماط السياحية الجديدة لجذب العديد من السائحين بمختلف شرائحهم من كل أنحاء العالم بما يتفق والإمكانيات والثروات التي تتمتع بها مصر. ويوضح الوزير أن السياحة العلاجية كمنتج جديد له أهمية اقتصادية كبيرة خاصة أن السائح العلاجي يمتاز عن السائح العادي بطول مدة إقامته في مكان العلاج إذ تتراوح بين اسبوعين وأربعة أسابيع وقد تصل إلي خمسة أو ستة أسابيع وغالبا ما ينصح الأطباء هؤلاء السائحين بالراحة مدة عشرة أيام أخري أو أكثر قبل العودة إلي أعمالهم وهذه المدة الإضافية يقضيها أكثرهم كسائحين عاديين. بدء التنفيذ من جانبه يؤكد عمرو العزبي رئيس هيئة تنشيط السياحة أن هناك خطوات جادة يتم تنفيذها حالياً بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية وبعض الشركات المتخصصة لوضع مصرفي مكانها المناسب علي خريطة السياحة العلاجية مشيراً إلي أنه تم حصر جميع المناطق الصحراوية التي تصلح لتكون مقصداً لسياحة الاستشفاء والاستجمام وطرحها أمام الشركات للبدء في عملية التطوير اللازمة وإنشاء مراكز ومنتجعات متخصصة في مجال الاستشفاء بالأدوات الطبيعية وتوظيف الإمكانات الخاصة بكل منطقة وتحديد الاستفادة منها بأحدث الأساليب العلمية من خلال شركات عالمية بالدول المتقدمة في هذا المجال مثل النمسا وألمانيا ورومانيا وغيرها. ويضيف العزبي أن هناك منظمة خاصة بسياحة الاستشفاء تم انشاؤها وتضم أكبر 40 شركة تعمل في مجال السياحة الصحراوية والعلاجية وتم وضع استراتيجية شاملة للمواطن بسياحة الاستشفاء في مصر وتشمل العديد من المناطق المعروفة وغير المعروفة.