سحب عدد من كبار رجال الأعمال في إيطاليا العرض الذي كانوا قد تقدموا به لانقاذ شركة الطيران الإيطالية "اليطاليا" عبر تقديم مليار يورو (1،4 مليار دولار) لها لشراء الوقود لطائراتها، الأمر الذي يجعل مستقبل الشركة العملاقة في مهب الريح. وجاء قرار رجال الأعمال بعد الرد الذي وصلهم من نقابات موظفي الشركة التي رفضت الشروط المرتبطة بتقديم المبلغ، وخاصة لجهة صرف عدد من العمال. واقترحت النقابات بالمقابل زيادة ساعات العمل مقابل تثبيت الأجور، علي أن يصار إلي الحد من عدد العمال المقرر صرفهم، وهو أمر رفضه مجلس الإدارة الذي كان قد أعلن الثلاثاء بأن الشركة تواجه "مخاطر حقيقية".. ولن يؤدي سحب العرض إلي التجميد الفوري لعمل "اليطاليا" غير أن المفوض الخاص الذي عينته الحكومة علي رأس إدارتها بعد تقدمها بطلب إعلان افلاسها في أغسطس المقبل سيواجه خيارات صعبة، علي رأسها البدء بتصفية الشركة. ولكن بعض الخبراء أشاروا إلي أن الشرط الأساسي للشروع بخيار التصفية مرتبط بتأكيد المفوض من عدم وجود جهات أخري تسعي لشراء الشركة المتعثرة، خاصة وأن رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، كان قد أعلن في السابق أنه "علي ثقة" بامكانية التوصل إلي حل ما في قضية "اليطاليا". ورغم أن نقابات العمل قدمت عرضا إضافيا للشركة، يقضي بحسم جزء من رواتب الموظفين للفترة الحالية لضمان توفير السيولة للشركة، غير أن البعض يعتبر أن ذلك كان مجرد مناورة تهدف إلي تحميل الرأي العام العمال مسئولية ما سيصيب شركة الطيران. يذكر أنه دون المليار يورو التي كانت "اليطاليا" ستحصل عليها فإن موجودات خزائنها من السيولة لم تتجاوز 30 إلي 50 مليون يورو، أي ما يكفي لشراء الوقود لأيام قليلة مقبلة، الأمر الذي يعني أن نفاذ المبلغ سيرغم الطائرات علي وقف رحلاتها. ولم تبلغ "اليطاليا" حتي الساعة عن تبدلات قد تطرأ علي رحلاتها للأيام المقبلة، غير أن بعض التقارير تشير إلي احتمال أن تقوم إدارة الطيران المدني الإيطالية بتعليق رخصة عمل الشركة لعدم قدرتها علي الالتزام بتسيير رحلات دورية.