لا أعتقد أن الحكومة الأمريكية ستطالب الكونجرس أو مجلس الشيوخ بإصدار تشريع باعتبار من يشكك في حدوث أحداث 11 سبتمبر وهي كارثة قومية أمريكية خائنا أو يسيئ إلي سمعة أمريكا. كانت الولاياتالمتحدة قد تعرضت لحادث رهيب صباح 11 سبتمبر منذ منذ 7 سنوات حيث شاهدنا اصطدام الطائرة الثانية بأحد البرجين "التوأم" في نيويورك علي الهواء مباشرة، ورآها شهود عيان كانوا موجودين في ساحة الحادث بعد دقائق من اصطدام الطائرة الأولي واشتعال النار في البرج الأول. بعد سبع سنوات صدر كتاب في الولاياتالمتحدة يشكك في وقوع الحادث بذات الطريقة التي تتبناها الرواية الرسمية. لا أحد يستطيع بالطبع أن ينكر وقوع الحادث الذي راح ضحيته آلاف الضحايا، ولكن طريقة وقوعه هي التي تثير التساؤلات، ورغم أنها ليست المرة الأولي التي يفترض فيها بعض المعلقين وجود عامل آخر وراء انهيار الأبراج وزيادة عدد الضحايا، إلا أن الكتاب الأخير أحدث ضجة ودويا نظرا لتركيزه علي طرح أدلة تفند الرواية الرسمية وتعتبرها رواية زائفة. تعتمد رؤية مؤلفي الكتاب علي ما يمكن تسميته بالأدلة السلبية مثل أن أحدا لم ير حطام الطائرة التي قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع "البنتاجون". ويري الباحثون أن الرواية الرسمية تجاهلت أدلة قدمها باحثون مستقلون بحجة أنهم "أصحاب نظرية المؤامرة، في حين يري أولئك الباحثون أن الرواية الرسمية هي قمة نظرية المؤامرة. أهم ما ورد من آراء بالكتاب إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأمريكية للهيمنة علي العالم. وأن إدارة بوش يحتمل أن تكون سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر،، وأما أنها أي حكومة بوش تآمرت لتنفيذها تسهيلا لمشروع الهيمنة. كذلك يري بعض الخبراء المهمين أن طبيعة انهيار البرجين التوأم والمبني رقم 7 بمركز التجارة العالمي لا تفسرها الرواية الرسمية فالطائرات حسب رأي هؤلاء الخبراء لم تسقط المباني ولكن التفسير الأقرب إلي العقل ومنطق الفيزياء هو أن تدميرها تم من خلال عملية تفجير باستخدام متفجرات مزروعة سلفا. إن عددا من الباحثين يشدهم بقوة التطورات السياسية التي أعقبت الحادث مثل الحرب علي الإرهاب وآثارها دوليا ومحليا في الولاياتالمتحدة، لذلك فهم يميلون إلي تفسير الأحداث التي وقعت في الماضي اعتمادا علي نتائج حدثت بعد ذلك، وذلك منطق غير مقبول من وجهة نظري. الثابت أن الولاياتالمتحدة تلقت ضربة مؤلمة بسبب سياستها في استخدام الدين الإسلامي في أفغانستان، وسوف تتلقي ضربات أخري لخطأ سياساتها في الرد علي هجمات 11 سبتمبر.