رغم هذا التحسن النسبي في تعاملات البورصة خلال الايام الماضية.. فإن حالة من الخوف والقلق مازالت تسيطر علي المتعاملين في السوق بسبب التراجعات القوية التي شهدتها البورصة الفترة الماضية . وتوقعوا ارتفاع السوق علي المدي الطويل بدعم من نتائج الأعمال المالية الجيدة للشركات المقيدة بالاضافة الي انخفاض مضاعفات الربحية للعديد من الاوراق المالية المتدولة . واكدوا ان تأثير الاسهم القيادية أصبح مقصورا علي المؤشر فقط في حين يتحرك السوق بشكل مختلف عن هذه الاسهم وهو ما يعني عودة الثقة تدريجيا للمتعاملين في السوق . المدي الطويل أشار أيمن حسنين خبير اسواق المال إلي ان الاتجاه البيعي يسيطر علي المستثمرين خاصة ان السوق يشهد حالة من التذبذب وهذا يدل علي عشوائية تعاملات الأفراد من ناحية ومن ناحية أخري علي عدم عودة الثقة للمستثمرين اتجاه السوق . وأشار الي أن السوق لايزال في اتجاه عرضي بعد الهبوط العنيف الذي شهده منذ قرارات 5 مايو . واكد ان الشراء الانتقائي يحقق أداء أفضل من أداء السوق مشيرا الي أن السوق بشكل عام غير مستقر فعلي المدي القصير سيشهد منحني هبوطيا عند مستوي الدعم مابين 8200 نقطة اما علي المدي الطويل فسيشهد السوق حالة استقرار وتجميع وسوف يتحرك عرضيا فترة الي ان تظهر اخبار ايجابية للشركات تدفع المؤشر للصعود مرة اخري . وأضاف ان نقطة الدعم الاولي عند مستوي 8800 نقطة ونقطة الدعم الثانية عند مستوي 8500 نقطة . فرص ذهبية اوضح محمد تلباني سممسار بشركة بايونير لتداول الاوراق المالية أن أي تراجع في الأسعار يعد فرصا ذهبية للشراء خاصة ان البورصة المصرية لا تزال تتمتع بفرص قوية للصعود مع نهاية العام وهو السيناريو الذي عادة ما يتكرر في الربع الأخير من كل عام مع رغبة الصناديق الاستثمارية والمحافظ في رفع القيم السوقية لمحافظها. وأشار إلي أنه علي الرغم من ظهور نتائج أعمال كثير من الشركات وتحقيقها لأرباح قياسية فإن هذه النتائج الجيدة لم تنعكس علي اسعار الاسهم مما دفع المتعاملين الي اسهم المضاربة من جديد . وأضاف أن سلسسة الانخفاضات التي شهدها السوق أوجدت مراكز خاسرة علي مستويات سعرية مرتفعة من المتوقع أن تشكل ضغطا علي اي صعود سريع للسوق مشيرين الي ان السوق لن يقوم بتعويض خسائره السابقة بالكامل قبل أن يقوم بحركة عرضية متوسطة المدي تسمح بامتصاص المراكز الخاسرة عند مستويات منخفضة وأكد أن الاسعار التي هبطت اليها غالبية الاسهم لا تعتبر مغرية للبيع بأي حال من الاحوال، وهو ما سيحد من موجات البيع التي شهدتها السوق مؤكدا إنه في حال ظهور عمليات بيع اخري في السوق فإنها ستقتصر علي عدد محدود من الافراد الذين لا يزال ينتابهم الخوف نظرا لقلة وعيهم وخبرتهم بالسوق. الأسهم القائدة من جانبها أكدت مي سرور مدير قسم التحليل الفني بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية أن الهبوط الحاد الذي أصاب سوق الاسهم الامريكية خلال تعاملات الأسبوع الماضي أثر بالسلب علي أداء شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية المتداولة ببورصة لندن والتي أثرت بدورها علي أسهمها المحلية في البورصة المصرية. وأضافت سرور أن الأسهم القائدة ذات الوزن النسبي الثقيل في المؤشر هي التي تقوده الي الانخفاض بقيادة سهم اوراسكوم تليكوم خاصة بعد إعلان نتائج اعماله نصف السنوية والتي جاءت اقل من المتوقع وأقل مقارنة بنتائج اعمال العام الماضي ذلك اضافة الي ان اغلب استثمارات الشركة في بلدان مثل باكستان وهي بلاد تمر بمرحلة توترات سياسية كبيرة في الوقت الحالي مما دفع بالمستثمرين الاجانب الي الاندفاع بالبيع لاغلب اسهمهم في شركة اوراسكوم تليكوم. وأضافت سرور ان من وسائل حماية المستثمر من المخاطر التجارية في ظل الانخفاض الحالي لسوق المال هو توعية المستثمرين من جانب الخبراء بالاحتفاظ بالأسهم إذا كان هذا المستثمر يمتلك الاسهم في وقت الارتفاع خاصة ان الأسعار الحالية هي أسعار شراء وليست أسعار بيع. ونوهت إلي ان دور الشركات في حماية المستثمر هو الاتجاه في الوقت الحالي لشراء اسهم خزينة وهو ما قامت به بالفعل بعض الشركات مثل أوراسكوم تليكوم و مدينة نصر وطلعت مصطفي وهو الأمر الذي يعطي ثقة للمستثمر بان الانخفاض الحالي اقل من القيمة العادلة لأسهم الشركة وهي خطوة مهمة تقوم بها الشركات في أوقات الانخفاض. وأشارت سرور إلي أن المؤشر سيقوم بالمرور بمرحلة عرضية او مرحلة تجميع ما بين 8100 و 8500 لفترة قصيرة ثم يبدأ في الارتفاع لأعلي بدعم من الكثير من الأنباء الايجابية الخاصة بالشركات في الوقت الحالي.