فرض الله سبحانه وتعالي الصوم علي من يقدر علي الصوم في رمضان، وأما من كان لا يقدر علي الصوم فعليه فدية طعام مسكين. وهنا يعتبر الترخيص بالإطعام لمن لا يستطيع الصوم حاليا أو مستقبلا. أما الترخيص بالإفطار المؤقت لعذر فقد اختلفت حوله الآراء الفقهية، يقول الله تعالي.. "فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر" وكلمة مريض كلمة عامة لا توجد معايير محددة لها وكل إنسان حجة علي نفسه في هذا الشأن فإذا كان يشعر بالمرض فهو مريض ويمكنه استشارة طبيب فإذا أكد له أن الصوم يؤجل شفاءه أو يضر بصحته فإنه يؤجل الصوم إلي أيام أخر. كذلك المسافر رخص الله سبحانه له بالإفطار في رمضان مدة سفره أي مدة انتقاله من مكان سكنه واستقراره إلي مكان آخر، وهذا الترخيص مشروط بالقضاء في أيام أخر. ورغم اختلاف الآراء حول مدة السفر وطوله وما يجوز أن يكون رخصة للإفطار من عدمه فإن الأمر في النهاية مرهون بمدي فهم الإنسان وارتياحه وتقوي الله في قلبه.. فليس الإفطار بالرخص فرارا من الصوم عند من يتقي الله.. وليس السفر مجرد ذريعة لتجنب الصوم ولكن فهم التكليف ومغزاه هو الذي يجب أن يهتدي به الإنسان. يري بعض الفقهاء أنه لا يجوز إهمال الرخصة.. بمعني أن الله أمر المريض والمسافر بالقضاء في أيام أخر وبالتالي فإنهم يرون في صيام المريض والمسافر مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالي. الحجة لدي هؤلاء أن الله سبحانه وتعالي لم يقل في الآية الكريمة فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فأفطر فعدة من أيام أخر، ولكنه سبحانه وتعالي أوجب بنص الآية الإفطار لمن هو مسافر أو مريض بصرف النظر عن وجود مشقة في السفر أو استطاعة المريض الصوم. أما جانب آخر من الفقهاء فيري أن الرخصة بالصوم ليست واجبة بمعني أنه يمكن للمسافر أن يصوم ولا يكون مخالفا لأمر الله، كما يمكن للمريض إذا استطاع الصوم في رمضان أن يصوم إذا كان قادرا، وإلا فعليهما- المريض والمسافر- أن يفطرا في رمضان ويقضيا في أيام أخر. علي أية حال الصوم في رمضان مع جماعة المسلمين يعتبره البعض ميزة لا يتنازلون عنها بسهولة ويفضلون رغم السفر أن يصوموا ليس قصدا لمخالفة أمر الله أو المزايدة علي التكليف السماوي ولكن حبا في العبادة وإيمانا بأن الله يقبل عبادتهم. غير المستحب هو وقوع الإنسان في مشكلات بسبب الصوم ولديه رخصة بالقضاء.. كأن يتعرض المسافر أو المريض للإغماء ويحتاج باستمرار للمساعدة والمعاونة لإصراره علي الصوم وهو مرخص له بعدم الصوم. فرض الله الصوم لحكمة يعلمها ورخص بالإفطار لحكمة يعلمها سبحانه وما علي الإنسان إلا أن يتقي الله.