أخيرا أمكن العثور علي جثمان أول رئيس لجمهورية أفغانستان السردار محمد داود خان الذي قتله السوفييت في أول انقلاب قاموا به في كابول في أبريل عام 1978. وداود خان من أسرة ملك الأفغان ظاهر شاه. ولكن داود خان قام بانقلاب ضده عام 1973 وبذلك أنهي الحكم الملكي في البلاد وأقام جمهورية كان هو داود خان أول رئيس لها. ولكن الشيوعيين قاموا بانقلاب ضده وزحف السوفييتي إلي أفغانستان عام 1978 فأطلقت الدبابات مدافعها علي قصر الرئاسة وقصفته الطائرات بالقنابل فدمرته ونجت واحدة فقط من أسرة داود خان هي زهرة غازي حفيدته وكان عمرها في ذلك الوقت 16 سنة يوم الانقلاب كان ضابط أفغاني شاب هو "باشاير" في شرق العاصمة كابول فجاءه ضباط شيوعيون في منتصف الليل. قالوا له: لدينا جثث نريد دفنها سألهم: من هم. رفضوا الإجابة. ولكنه عرف أن من بين 29 جثة يوجد داود خان وأفراد أسرته. حرص علي أن يجعل وجوههم عند الدفن تتجه إلي مكة. وحرص أيضا علي أن يضع 65 علامة تبين له موقع الدفن إذا أراد الرجوع إليه. وقد هرب "باشاير" بعد ذلك إلي باكستان وانضم إلي المجاهدين ضد السوفييت. وطلب إليه أخيرا وعمره 60 سنة أن يستخرج جثمان داود خان.. وقد استطاع التعرف عليه من ملابسه وجاءت حفيدته من سويسرا لتتعرف عليه أيضا. وهو يوجد الآن في مستشفي في كابول تمهيدا لتشييعه في جنازة رسمية باعتباره أول رئيس لجمهورية أفغانستان. وفي كابول يعتبرون داود خان بطلا قوميا فقد وقف ضد الزعيم السوفييتي ليونير بريجنيف في أول زيارة رسمية له إلي موسكو. وقد كلفه هذا التحدي حياته فقد قام السوفييت بانقلاب ضده. وفي الوقت نفسه فإن أنصار الملكية في أفغانستان يلومون داود لأنه قام بأول انقلاب ضد النظام الملكي في البلاد. ولكن العهد الحالي في أفغانستان رأي ضرورة الاحتفال بداود خان ودفنه بطريقة لائقة تليق بأول رئيس للجمهورية!