كأنهما ملاكمان محترفان في نهاية الجولة العاشرة، بعد مباراة استنزفت كل القوة وخنقت الانفاس.. واصبحت عضلات كل منهما عبئا عليه، لا طاقة قوة تنصره وتحميه!.. .. عن مرشحي الرئاسة الامريكية جون ماكين وباراك اوباما، احكي.. تاه الطريق الصحيح للدعوة الانتخابية المحترفة من بين اقدامهما، أو كاد، واصبح لونا رخيصا من ألوان "الردح السياسي"! والبادي، الذي هو اظلم: جون ماكين.. احترق فؤاده بنجاح رحلة أوباما الاخيرة للشرق الاوسط واوروبا.. فقد اتزانه وشدد هجماته العيابة علي المرشح الديموقراطي، وكأنه يريد ان يقتلعه اقتلاعا قبل انعقاد المؤتمرين العامين للحزبين المتنافسين.. وهو رهان شيطاني خاسر بكل مقياس!. .. وتمادت حملة ماكين في ضغطها السفيه علي اوباما، لدرجة انها اتهمته بأنه يلعب ورقة السباق من بين مجموعة ورق اللعب في يده.. أي أنه، بلغة المقامرين، "يغش الورق"!.. ارتبكت حملة أوباما امام الاتهام، وفقدت اتزانها لحظيا!. .. وكان لابد من ضربة مضادة.. لكن حوافز غريزة الانتقام ليست مطلقة.. يقيدها ان سباق الانتخابات شعلة نار.. من يطلقها علي الغير يلسعه لهيبها.. وتصرفت حملة أوباما بمنتهي الحذر حتي لا تبدو انها في حالة حرب مع ماكين.. ولم ينبس اوباما بسيرة لما يجري الا بصورة عابرة في لقاء مع صحيفة محلية في فلوريدا. ... اشتغل لهيب الغضب علي الجانب الآخر، الخميس الماضي.. ريك ديفيز مدير الحملة الانتخابية لجون ماكين لعب علي المكشوف.. ألمح الي ما قاله أوباما بالفعل، قبل أيام، من ان الجمهوريين سوف يحاولون تخويف الناخب بادعائهم ان المرشح الديمقوقراطي لا يبدو شبيها بالرؤساء الامريكيين الذين يطالع الجميع صورهم البهية علي اوراق الدولار بفئاته.! التزمت حملة اوباما حد الصمت البليغ.. حتي شبكات النت الذكية التابعة للحملة والتي لا تكف عن صراع الافكار مع الجمهوريين في حملات مدروسة، ادركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح.! ديفيد ايكسلورد، رئيس الاستراتيجيين بحملة اوباما وجه للجمهوريين لوما جريئاً لاساءتهم فهم كلمات اوباما وخطأ تأويلها بأنها هجوم عليهم.. واضاف انهم آثروا معالجة المسألة بمزيد من التعقل والحكمة.. واضاف: "كان في مقدورنا ان ندبر الامر ببلاغة سكين لقطع الاحشاء "Yhetorcial gutting knife"!!. وثمة إضاءة اضافية لآفاق هذا النظر، يقول بها كريس ليهين خبير الاستراتيجية الديموقراطي.. بكلماته: "من الناحية المذهبية والنظرية: ماذالو وجهت ضربة غاضبة في صميم الشبكة الشمسية؟! ماذا بعد ان يتفجر سباق الرئاسة الامريكية؟!.. هذا امر مفعم بالخطر - fraught with peril".!.