شوارع القاهرةوالجيزة تبعث علي الأسي والحزن نظرا لما وصل إليه حالها من تدهور بسبب الزحام الشديد، الذي يمشي ليس في استطاعته المشي لانه لا يوجد رصيف يسمح بالمشي وإذا وجدنا رصيفا فهو عال جدا لدرجة انه يحتاج إلي لياقة عالية للقفز قوق الرصيف ومنه إلي الشارع.. والذي يركب سيارة حالته حالة.. فهو معرض للتصادم بالسيارات الأخري وبالبشر لافرق بين هذا وذاك لأن الشارع يختلط في نهره الراكب بالماشي علي قدميه. وإذا نجا الراكب من تصادم احتمالاته خطيرة فهو عاجز عن اللحاق بموعد أو ليس في استطاعته الالتزام بموعد مهما خرج من منزله مبكرا.. فالمشوار الواحد أحيانا يستغرق نصف ساعة وفي كثير من الاحيان يحتاج إلي اكثر من ساعتين.. بالاضافة إلي استهلاك الوقود "الغالي" من البنزين في طوابير الانتظار حتي تنفرج عقدة الطريق، فإذا انفرجت وتابعت السير بسياراتك فلن تجد سببا للعقدة. أحوال المتاجر والبنوك ومعارض السيارات هي الأخري جزء كبير من مشكلة الشارع المصري. لا أعرف بالضبط ماذا يجني صاحب محل مفتوح في شارع مشهور بالمهندسين مثلا.. وهذا المحل كغيره يبيع سلعة ما.. كيف يبيع وكيف يربح؟، ولا تجد أبدا لديه زبائن، وكيف يصل إليه الزبائن والوقوف بالشارع ممنوع، والانتظار غير ممكن، حتي المشي علي الرصيف أمام المحل غير ممكن.. فماذا يكون نشاط مثل هذه المحلات ولماذا تباع وتشتري بملايين الجنيهات. المفروض ان الذي يفتح محلا للتجارة يراعي ان تكون الزبائن قادرة علي الوصول إلي المحل.. وفي حالتنا هذه معظم المحلات التجارية في القاهرةوالجيزة بإستثناء محلات الأكل التي توصل الطلبات بالتليفون.. كل المحلات التجارية تقريبا لا يستطيع الزبائن الوصول إليها بسبب ندرة أو انعدام أماكن الانتظار. أمام العمارات صفوف من السيارات، أمام أماكن العمل صفوف أخري، الشوارع تعاني من ضيق شديد في نهر الطريق. الجراجات في شوارع القاهرة، وأماكن الانتظار.. وهم كبير وينطبق الامر ايضا علي الجيزة. لم تفلح أوناش المرور ولا كلبشة السيارات الواقفة في الانتظار الخاطئ في حل تلك المشكلة.. ببساطة لأن كلبشة السيارات ليست حلا، فضلا عن انها تعاقب أخرين غير المخالف حين يأتي صاحب سيارة في وضع غير مخالف فيجد سيارة أخري مكلبشة تسد عليه طريق الخروج وعليه ان يبحث عن صاحب السيارة المخالفة وينتظر حتي ينهي مشكلته مع أمين الشرطة أو ضابط المرور.ولأنه لا يوجد انتظار سيارات "صحيح" لا وجود لأماكن انتظار سيارات في مدينة تضمت وأصبح سكانها اكبر من 15 مليونا، فإن فكرة الانتظار الخاطيء تصبح غير عملية ويبدو الامر كمن يطالب الناس بادخال فيل في زجاجة مياه غازية.