وسط موجة من ارتفاع الاسعار العالمية.. تثار العديد من التساؤلات حول مستقبل اسعار الحديد العالمية والتي تشهد قفزات سعرية متتالية.. التقرير الاخير لمنظمة الاونكتاد تحت عنوان "سوق الحديد الخام 20007 2009" رصد احوال هذ القطاع وقال ان الحديد شهد ارتفاعات غير مسبوقة في اسعاره وتوقع ان يستوعب الطلب المتنامي الزيادات الانتاجية المتوقعة حتي2010 بعدها يزيد العرض علي الطلب وحول تفاصيل هذا القطاع وكيفية التكيف مع التطورات المتوقعة في سوق الحديد كان هذا التحقيق. يستهل التقرير سطوره الاولي بتأكيده علي ان اسعار الحديد الخام شهدت قفزات غير محدودة تتراوح بين 65% و87% وهي الاعلي علي الاطلاق. اما عن معدلات نمو الاستهلاك والانتاج فيقول التقرير ان الاستهلاك العام لمنتجات الصلب نهائية الصنع ارتفع بنسبة 6.6% في العام الماضي ليصل الي 1.202 مليون طن، وبأستثناء دول النافتا التي شهدت انخفاضا في استهلاك الصلب بنسبة 9.1% فإن كل العالم تقريبا شهد تناميا في الطلب خلال هذه الفترة وكانت الزيادة بالتحديد كبيرة في الصين التي ارتفع فيها الطلب 13% والشرق الأوسط الذي شهد زيادة بنسبة مقاربة. وشهد انتاج الصلب الخام زيادة من 1.251 مليون طن في 2006 الي 1.344 مليون في 2007 بزيادة 7.5%، مشيرا الي ان الانتاج في الصين زاد بنسبة 16% وشهدت جميع المناطق باستثناء افريقيا زيادة في الانتاج. اما عن انتاج الحديد الخام فقد شهد نموا 9% في 2007 ليصل الي 1.6 مليار طن، وترتكز الزيادة في الانتاج بشكل رئيسي علي الدول الاربع الكبري المنتجة للحديد البرازيل واستراليا والصين والهند، مشيرا الي ان الصين انتجت 332.3 مليون طن تمثل 20% من اجمالي انتاج العالم في 2007 وهي ثاني اكبر منتج في العالم. وتجارة الحديد الخام ايضا وصلت الي معدلات جديدة في 2007 حيث ارتفعت الصادرات الي 822.4 مليون طن وتعتبر البرازيل مصدرا رئيسيا في هذا المجال بحجم صادرات يقدر بنحو 269 مليونا وكذلك استراليا، اما صادرات الهند فنمت لتصل الي 94 مليون طن وهي ثالث اهم مصدر لتسبق جنوب افريقيا وكندا وروسيا التي تتراوح صادراتهم بين 25 و30 مليونا ونتيجة طبيعية لاستهلاكها الضخم تعد الصين اهم مستورد في هذا المجال حيث تمثل 46% من واردات الحديد الخام في العالم وتبعها اليابان والمانيا وكوريا الشمالية. ووصلت معدلات انتاج البيليت الي اعلي معدلاتها 326 مليون طن بزيادة 1.5% عن عام 2006 ووصلت الصادرات الي 137 مليون طن بزيادة 3.9% مقارنة بعام 2006 وبينما انخفضت مشاركة البيليت في اجمالي انتاج الحديد الخام بحدة في 2007 اي 20% الا ان هناك اشارات الي ان هذه النسبة سترتفع هذا العام. واشار التقرير الي عامل مهم في تحديد اسعار منتجات الحديد وهو تكلفة الشحن التي شهدت زيادة في 2007 اسرع من 2006 وشهدت معدلات قياسية في نهاية 2007 وهي مستمرة في الزيادة في 2008 بحسب التقرير. نمو الطلب اما عن اسباب ارتفاع اسعار الحديد فيقول التقرير انها تعود الي اسباب عدة منها معدلات الطلب والتي نمت بأكثر من التوقعات بحسب وصف التقرير كذلك شهد الانتاج في هذا القطاع معوقات قوضت من نموه وهي نقص البنية الاساسية وتأخر توصيل معدات الانتاج للدول المنتجة ونقص الكوادر المدربة. كذلك ينبه التقرير الي قدرة منتجي الصلب علي تمرير ارتفاعات الاسعار الي مستهلكيهم جعلت هناك امكانية للاستمرار في الربحية بالرغم من الارتفاعات المبكرة في الحديد الخام لذا كان من الصعب علي منتجي الصلب ان يقولوا انهم لا يستطيعون تحمل تكلفة ارتفاع المواد الخام في مفاوضاتهم مع منتجي الحديد الخام. ويستعرض التقرير بعض اراء المراقبين التي تذهب الي ان استحواذ عدد قليل من الشركات علي نسبة كبيرة من نشاط انتاج الحديد الخام يسهم في تركز المخاطر ويؤدي الي تحكم الشركات المنتجة الكبيرة في الاسعار خاصة في ظل النظام الحالي للتفاوض علي هامش الربحية. وتعكس بيانات الشركات "الثلاث الاكبر" VALA CVRD,RIO TINTO,BHP TIONBILLI. وعن مستقبل الاسعار يتوقع التقرير ان الطلب علي الحديد الخام من المرجح ان يظل مرتفعا حتي 2010 وربما 2011 وهناك مؤشرات متعددة ان تؤكد الاسعار ستزيد في 2009 ويري التقرير ايضا انه من المرجح ان التجارة في الحديد الخام ستكون اكثر تنوعا وستستخدم نظما سعرية بترتيبات قصيرة المدي ونظام سعري مرن. ووفقا لمؤشرات مستقبل سوق الحديد والصلب التي يعتمد عليها التقرير فحجم نمو الطلب سيكون كافيا لامتصاص الزيادات المؤكدة في انتاج الحديد الخام واي زيادات اخري محتملة ستتعدي حجم الطلب وان الوضع سيصل الي العرض الزائد في الاسواق 2010 او 2011.