في الوقت الذي تأجل فيه طرح 15% من بنك الاسكندرية للاكتتاب العام في البورصة لاكثر من مرة اختلف الخبراء والمحللون حول توقيت الطرح فمنهم من يري ان التوقيت الان غير مناسب لعدة اسباب اهمها حالة القلق وانعدام الثقة في البورصة المصرية بسبب قرارات الحكومة الاخيرة وفشل اكتتاب بالم هيلز وماراديف اللتين وصل سعر اسهمها الي اقل من سعر الاكتتاب تقريبا. ورأي اخرون ان التوقيت مناسب وان السوق المصرية تحتاج خلال هذه الفترة الي اوراق مالية جديدة واستثمارات متميزة بشكل يسهم في تدعيم حركة التعامل داخل البورصة. بداية ارتفعت ارباح بنك الاسكندرية بنسبة 58% خلال الربع الاول من العام الحالي لتصل الي 323.3 مليون جنيه، وجاء في بيان صادر من بنك الاسكندرية ان صافي الارباح خلال الاشهر الثلاثة حتي 31 مارس الماضي بلغ 204.8 مليون جنيه. بلغ نصيب السهم من الارباح 5.81 جنيه ارتفاعا من 5.51 جنيه في الفترة المقابلة من العام الماضي. ويبلغ رأسمال بنك الاسكندرية 800 مليون جنيه موزعة علي 400 مليون سهم بقيمة اسمية بلغت 2جنيه للسهم الواحد ويمتلك بنك سان باولو الايطالي 80% من اسهم البنك ومن المقرر ان يتم طرح 15% للاكتتاب العام في البورصة وتخصيص 5% للعاملين بالبنك. يؤكد عصام مصطفي رئيس قسم التحليل الفني بشركة نماء لتداول الاوراق المالية ان طرح 15% من بنك الاسكندرية الان هو نوع من المغامرة وسيمثل قرارا ساذجا لعدة اعتبارات اولا هو القلق والتوتر الحالي في البورصة المصرية نتيجة القرارات الاخيرة وهو الامر الذي اوجد ازمة ثقة للمتعاملين في البورصة بينهم وبين الحكومة. اضاف مصطفي انه لم يتحقق النجاح للاكتتابات الاخيرة وعلي رأسها بالم هيلز الذي يتداول حاليا بسعر اقل من سعر الاكتتاب ماردايف الذي اقترب هو الاخر من سعر الاكتتاب. اشار مصطفي ان بنك الاسكندرية يمر حاليا بإعادة هيكلة تحملت الدولة اعباءها اضافة الي ان البنوك وبشكل عام في مرحلة اعادة ترتيب اوراق خاصة بعد القرارات الاخيرة بفرض ضرائب علي اذون الخزانة التي تمثل نسبة كبيرة من استثماراتها. ويتفق مع الرأي السابق الدكتور عبدالرحمن جاب الله استاذ الاقتصاد بجامعة حلوان والذي اكد ان التوقيت الحالي غير مناسب بالمرة لطرح بنك الاسكندرية خاصة ان القرارات الاخيرة للحكومة جعلت المستثمرين في حيرة وقلق بشأن استثماراتهم بشكل عام. واضاف جاب الله إلي ان عملية الطرح يجب ان تتخير لها الحكومة التوقيت المناسب لانها في نهاية الامر ستسهم في زيادة توسيع قاعدة الملكية. اشار جاب الله انه يجب علي القائمين بالطرح اختيار السعر المناسب وان يكون بأقل من السعر الذي فاز به بنك سان باولو والذي بلغ 72 جنيها للسهم. ويتفق مع الرأي السابق هاني حلمي رئيس مجلس ادارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية موضحا ان القرارات الاخيرة للحكومة وفرضها ضرائب علي اذون الخزانة والسندات اربكت الجميع مشيرا الي ان توقيت الطرح الان غير مناسب خاصة ان هذه القرارات سيكون لها تأثير سلبي علي اداء البنوك بشكل عام خلال المرحلة المقبلة. من جانبه اكد سام زاهر بالشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية ان توقيت طرح 15% من بنك الاسكندرية الان غير مناسب خاصة بعد القرارات الحكومية الاخيرة وعلي رأسها فرض ضرائب علي اذون الخزنة مما سيضر البنوك جدا اضافة الي الوضع غير المستقل بالبورصة المصرية. ويختلف مع الاراء السابقة مصطفي الاشقر محلل مالي الذي اكد ان الوقت مناسب جدا لطرح 15% من اسهم بنك الاسكندرية في البورصة حيث سيساعد ذلك علي نشاط البنوك ويدخل شريحة جديدة لسوق الاوراق المالية. واضاف ان الاكتتاب سوف يعطي الثقة في السوق والمستثمرين خاصة بعد فشل اكتتاب بالم هيلز الذي انخفض عن سعر الاكتتاب بنسبة 15% بالرغم من وجود صندوق لسند سعر السهم الذي لم يتحمل هذا الصندوق الموجه البيعية للسهم. ويتفق مع الرأي السابق ايمن الزيات بشركة سيتي تريد مؤكدا انه ومع عودة السيولة للتعاملات والاستقرار النسبي للسوق فإن التوقيت مناسب جدا لطرح بنك الاسكندرية للاكتتاب العام خاصة انه تم تأجيل هذا الاكتتاب لاكثر من مرة دون ابداء اسباب واضحة. ويري الزيات ان عملية الطرح تعتبر اتجاها سليما من جانب الحكومة خاصة ان السوق المصرية تحتاج خلال هذه الفترة الي اوراق مالية جديدة واستثمارات جيدة تسهم بشكل عام في تدعيم حركة التعامل داخل البورصة.