يعتقد البعض ان الاكتتابات في فترة التراجع للسوق تنقذ السوق او تعيده الي حالته الطبيعية، وهذا من وجهة نظر المحللين والخبراء امر غير صحيح. اعتبر الخبراء ان الاكتتابات في حالات الهبوط تعتبر محاولة فاشلة وغير مجدية لان السوق لن يعترف بأي شيء وقت الهبوط. واشاروا الي ان الحالة النفسية للمتعاملين هي المحك الرئيسي في تحويل مسار السوق من الهبوط الي الصعود وهي التي تتحكم في نجاح الاكتتابات او فشلها. اوضح عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية لتداول الاوراق المالية ان تحديد وقت الاكتتاب يعد في غاية الاهمية نظرا لانه من الممكن ان يضر او يفيد السوق مشيرا الي انه في ظل صعود السوق وتم طرح اكتتاب فلا يؤثر علي السوق نظرا لوجود حجم سيولة ضخم بينما في حالة تراجع السوق فوجود الاكتتابات يسهم في ضرر السوق مؤكدا ان الاكتتابات لا تنجح في صعود السوق ولا تساعد علي وقف تراجعه. اوضح وائل جودة عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين ان طرح اي اكتتابات في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السوق لن تنجح خاصة في ظل قلة السيولة في السوق، مؤكدا ان اي اكتتاب سيتم طرحه في ظل الظروف الحالية التي يمر بها السوق ستفشل وضرب مثالا لذلك: ففي عام 2006 كان السوق يمر بمرحلة تراجع وقد تم طرح مصر للالومنيوم للاكتتاب ولكن فشلت عملية الطرح، الي جانب ان اخر اكتتابين تم طرحهما في السوق باستثناء اكتتاب بالم هيلز قد فشلا موضحا ان من قاموا بالدخول في اكتتاب طلعت مصطفي وبالم هيلز قد حققوا خسائر. ويري انه يجب البحث عن ادوات أخري بعيدة عن الاكتتابات لتسهم في تنشيط السوق. يري الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الاوراق المالية ان نجاح الطرح يتوقف علي مدي قوة الشركة والقطاع الذي تعمل فيه وادائها وسعر الطرح الذي يتناسب مع اداء السوق. ويري انه يتطلب ان يتم الطرح بسعر جاذب للمستثمرين ويتناسب مع مستوي الاسعار في الوقت الحالي، كما يري انه اذا تم طرح شركة قوية ستنجح في الوقت الحالي ولكن بشرط ان يتم طرحها بسعر جاذب. ويري حسام ابوشملة مدير تسويق بشركة بايونيرز القابضة ان الوقت غير مناسب لطرح اكتتابات جديدة مؤكدا ان الافراد والمستثمرين مازال لديهم حالة تخوف من ظروف السوق. ويتوقع ان اي اكتتاب سيتم طرحه في الوقت الحالي سيفشل حتي ولو كانت شركة قوية وتتمتع بأداء مالي قوي ولديها فرص عديدة للتوسعات موضحا ان السهم سيظلم عند طرحه للاكتتاب واكد ان الوقت غير مناسب لطرح اي ادوات جديدة ولكن يجب الانتظار طالما يستقر السوق وترجع اسعار الاسهم لمستوياتها. يري احمد العطيفي مدير البحوث والتطوير بشركة نيوبرنت لتداول الاوراق المالية ان تراجع السوق يؤدي الي عدم وجود سيولة نظرا لانها "محبوسة" في اسهم داخل السوق مما يؤدي الي عدم اقبال المستثمرين علي الاكتتاب فيها نظرا لان السيولة يمتلكونها في اسهم ولا يستطيعون التصرف فيها موضحا انه اذا تم طرح سهم لشركة قوية تمتلك معدلات نمو جيدة ولا يوجد مثلها داخل القطاع كشركة اوراسكوم تليكوم القابضة او اوراسكوم للانشاء والصناعة او تم طرح بنك الاسكندرية للاكتتاب او اتصالات الامارات او مصر للطيران فمن المؤكد ان تقوم المؤسسات وصناديق الاستثمار بالاكتتاب فيها باستثناء المستثمرين الافراد. ويري محمد عسران العضو المنتدب لشركة بريمر لتداول الاوراق المالية ان الوقت الحالي لا يسمح بدخول اكتتابات جديدة موضحا ان الاكتتابات تتطلب ان يكون السوق صاعدا اضافة الي وجود سيولة ضخمة فيه مؤكدا ان اي اكتتاب سيتم طرحه خلال الوقت الحالي لن يلاقي نجاحا خاصة بعد فشل اكتتاب بالم هيلز وطلعت مصطفي. ويري انه لا توجد شركة تقوم بعمل مغامرة في ظل الظروف الحالية. كما يري انه لكي ينشط السوق لابد من انشاء المزيد من صناديق الاستثمار غير التقليدية لتساعد السوق علي ايجاد سيولة اضافة الي عروض شراء علي الاسهم. ويري عمرو العراقي محلل سوق المال ان هناك انطباعا سيئا وسلبيا للاكتتابات لافتا إلي انه بعد انتهاء اي اكتتاب يؤدي الي تراجع السوق اكد ان معظم الاكتتابات التي تم طرحها في السوق المصري لم ترض طموحات المستثمرين بداية من اكتتاب المصرية والاتصالات وطلعت مصطفي وبالم هيلز ومارايدف، موضحا ان انجح الاكتتابات التي شهدها السوق المصري هما اكتتابا سيدي كرير واموك مؤكدا ان اي مستثمر قام بالدخول في اكتتاب حقق خسائر، اضافة الي ان السوق يشهد تراجعا ولا ينجح اكتتاب في ظل الظروف الحالية. واوضح ان المستثمر المحترف في حالة تراجع السوق لايدخل سيولة جديدة في السوق الي جانب عدم الخروج كليا من السوق ولا يقوم بالدخول في اي اكتتابات يتم طرحها الي جانب ان الشركة التي تقوم بالترويج عن الاكتتابات تنظر اولا الي ظروف السوق اضافة الي ان المستثمر لا يطمئن لمستقبل سعر السهم في ظل تراجع السوق.