طالب الخبراء المشاركون في مؤتمر القمح وأزمة الخبز الذي عقدته نقابة الزراعيين بالاسكندرية بالتشدد في فحص رسائل القمح المستوردة من الخارج من خلال الحجر الزراعي والتأكد من خلوها من الحشرات الضارة وبذور الحشائش حيث إن بعض هذه البذور يكون ساما وفق المواصفات المصرية. وطالبوا بجدولة استيراد القمح من الخارج بحيث تقل الكميات المستوردة في وقت حصاد المحصول المحلي لتوفير السعات التخزينية ولا تتعارض مع استلام القمح المحلي ودخوله في عمليات الطحن مباشرة. وأوضح الدكتور محمد هاشم عبد الباري أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة بالشاطبي مخاطر الاعتماد علي استيراد القمح وبيّن كيف أن القمح المستورد من الخارج به الكثير من المسببات المرضية التي تؤثر علي صحة المستهلك حيث يتوافر بها الأمراض الفطرية والحشرية من حشرات مختلفة وعناكب بل وفئران ومخلفاتها وأكثر من ذلك. وقال الدكتور أمين السيد أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة إن شحنات القمح المستوردة وجدت بها نسبة وصلت إلي 5% من برادة الحديد. في حين أكد الدكتور عماد الدين وصفي وجود مسببات فطرية مرضية خطيرة توجد بشحنات القمح المستورد قد تسبب الوفاة إذا وصلت إلي تركيزات عالية ولكنها مازالت في حد التركيز الاَمن إلي الاَن، وبصفة عامة حذر المشاركون من خطورة الاعتماد علي الأقماح المستوردة التي غالبا ما تكون مصابة بالاَفات الحشرية ومن أصناف أقل في الجودة من الأصناف المصرية المنزرعة وما تسببه تلك الأقماح من تعرض الإصابة المرضية للمستهلك ومدي خطورته علي الصحة العامة. وأجمعوا علي ضرورة زيادة مساحة الأرض المزروعة بالقمح إلي 4 ملايين فدان لأن ذلك بداية الطريق إلي الاكتفاء الذاتي واستخدام التكنولوجيا الحديثة لزيادة إنتاجية الفدان واستغلال المشاريع الجديدة التي تتوافر لها المياه كما في ترعة السلام في سيناء وشرق العوينات وسيوة وتنفيذ برامج متخصصة لرفع إنتاجية الأراضي الضعيفة ومراجعة المقررات السمادية لمحصول القمح ويؤخذ في الاعتبار نوع الأرض والمحصول السابق وطريقة الزراعة بالإضافة إلي استنباط أصناف جديدة تتطلب مدخلات زراعية أقل خاصة الأسمدة ومياه الري وأصناف تتحمل الملوحة والحرارة العالية. وأوضح الدكتور محروس عبدالغني ابوشريف رئيس قسم بحوث القمح الموقف الحالي وكيفية مواجهة الأزمة محليا بأن المساحة المنزرعة بمحصول القمح الموسم الحالي 2007/2008 حوالي 3 ملايين فدان نتوقع ان تعطي انتاجا حوالي 8 ملايين أردب وكذلك عدم تعرض محصول القمح لأي اجهادات بينية تؤدي الي انخفاض انتاجية الفدان واهمها تعرض حقول القمح للعطش ونقص المياه في مرحلة امتلاء الحبوب والتي يعاني منها محصول القمح خلال شهر مارس ويتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الري كما يجب عدم تعرض القمح لهذه المشكلة في الاراضي الجديدة التي تصل فيها المناوبة الي اكثر من شهر ونصف الشهر في بعض المناطق مثل منطقة بنجر السكر بالنوبارية كذلك مشكلة قيام شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي عن محطات الرفع في اراضي البستان لعدم قيام المزارعين والخريجين بسداد مديونية الكهرباء وتتعمد الشركة فصل التيار في مرحلة امتلاء الحبوب وتحسين ظروف استلام القمح من المزارعين كما يلي التعاقد مع المزارعين علي تسليم 15 أردبا من الاراضي القديمة و7 أردب من الأراضي الجديدة وتسليم 50% من الثمن خلال شهر مارس وباقي الثمن عند التوريد وتوفير السيولة النقدية عند استلام المحصول لتشجيع المزارعين علي التوريد لشون البنك بدلا من البيع للتجار. وقال الدكتور طارق القيعي رئيس المجلس الشعبي لمحافظة الاسكندرية ان مصر لا توجد بها استراتيجية في التعامل مع القمح كما اننا نعاني من الفقر المائي فحصة الفرد العالمية من الماء 1000 متر مكعب بينما نحن في مصر حصة الفرد 800 متر مكعب فقط. وطالب القيعي ان تكون هناك سياسة واضحة في التعامل مع المستثمرين الزراعيين وليس تطفيشهم. وقال مصطفي عبداللطيف سكرتير عام النقابة العامة للزراعيين اننا في مصر لا يمكننا ان نحقق اكتفاء ذاتيا من القمح ولكن يمكن ان نحقق الاكتفاء بنسبة من 75: 80% واعتبر أن هذه النسبة انتاج عظيم، وطالب عبداللطيف بخلط دقيق القمح بدقيق الذرة بنسبة 15: 20% حتي تقف ظاهرة تهريب الدقيق المدعم إذ أنه في حالة الخلط لايمكن ان يستخدم إلا في الخبز فقط ولا يمكن ان يستخدم في اغراض اخري ومن ثم تنتهي ازمة الخبز وقال ان كمية المياه التي تستخدم لري فدان واحد في توشكي هي نفسها تستخدم في ري 10 أفدنة في الساحل الشمالي مما يبين بما لا يدع مجالا للشك الخطأ الكبير الذي وقعت فيه الحكومة عندما عمدت الي مشروع توشكي واغفلت المناطق الاهم والافضل في الزراعة والاقل تكلفة لزيادة الانتاج عن طريق زيادة المساحة المنزرعة بمحصول القمح خاصة في الاراضي الجديدة مع استخدام نظام الري التكميلي في الاراضي الصحراوية في شمال الدلتا في المناطق المطرية وزيادة انتاجية الفدان باستخدام الاصناف عالية المحصول واستمرار برنامج بحوث القمح في استنباط الاصناف عالية المحصول المقاومة للامراض وتوفير مستلزمات الانتاج من تقاوي معتمدة واسمدة بجميع انواعها ومبيدات حشائش اعتبارا من شهر اكتوبر قبل بداية موسم الزراعة.