شريف نبيل وجه مصرفي صاعد تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. عشق القطاع المصرفي وتمني أن ينتمي له وكان قطاع البنوك الاسلامية المتصاعد قد لفت نظره وقرر أن يتخصص ويستقر فيه لما له من دور ضخم تعول عليه الآمال خلال السنوات القادمة في قيادة عملية التنمية. ومن هذا المنطلق التحق نبيل بالعمل المصرفي من خلال بنك فيصل الإسلامي المصري في إدارة التوظيف المحلي في قطاع الاستثمار والتنمية والذي يعتبر من أعرق البنوك الاسلامية في مصر. يقول نبيل إن البنوك الاسلامية فكرة ليست جديدة فقد دخلت إلي مصر منذ قرابة 45 سنة وشهدت نموا متصاعدا خلال السنوات الأخيرة مشيرا إلي أن التجربة بدأت في مصر مدينة ميت غمر شمال القاهرة حيث قام الدكتور أحمد النجار عام 1963 ببلورة فكرة تقديم قروض دون فوائد لفقراء المدينة الذين يحاولون القيام بمشروعات اقتصادية صغيرة تساعدهم علي الحياة الكريمة..وظل الأمر في إطاره المحلي حتي تبلور بشكل أكبر وبصورة أكثر تنظيما من خلال إنشاء بنك دبي الإسلامي والبنك الاسلامي للتنمية وشيئا فشيئا توسعت التجربة وامتدت إلي مختلف دول العالم العربي والاسلامي بل غير الاسلامي حيث ثبت بالتجربة أنها النظام المصرفي الأمثل في خدمة التنمية الاقتصادية. يؤكد شريف أن هناك قربة 500 بنك ومؤسسة مالية إسلامية تقدم خدمات متنوعة في حين قام قرابة 300 بنك تقليدي بافتتاح فروع إسلامية أو تحولت إلي بنوك إسلامية كلية وأصبحت هذه الصناعة المالية الإسلامية موجودة في أكثر من خمسين دولة عربية ورسلامية وأجنبية في مختلف قارات العالم. أشار إلي أن هناك نقطتين فارقتين في مسيرة البنوك الإسلامية وهما قرار منظمة المؤتمر الإسلامي بإنشاء الاتحاد الدولي للبنوك الاسلامية عام 1978 والذي قام بدوره ببلورة المسيرة ورصد الايجابيات وتدعيمها وحصر السلبيات والعمل علي تصحيحها.. وإنشاء الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة التي بدأت تدب فيها الحياة بقوة مؤخرا ولها سقف عال من الطموحات التي يمكن أن تسهم بها مع البنوك الإسلامية في علاج عديد من مشكلات الأمة وخاصة إذا علمنا أن 37% من سكان العالم الإسلامي تحت خط الفقر ويعاني ربع سكانه من البطالة وتزيد النسبة إذا احتسبنا البطالة المقنعة. ويستطرد نبيل قائلا إن جوهر عمل البنوك الإسلامية هو التنمية فالبنك الاسلامي أساسا شركة استثمار حقيقي، وليس استثماراً مالياً، ومن ثم عمليات البنك الاسلامي هي الدخول في إنشاء مشروعات استثمارية وفقا للأولويات الانمائية للبلد الذي يوجد فيه البنك الإسلامي. وكما نعلم أن رأس المال المخاطر هو رأس مال يشتغل في التنمية أي في تمويل مشروعات استثمارية والبنك الإسلامي يدخل وفقا للأولويات الانمائية للبلد الموجود فيه في المشروعات الصناعية والمشروعات الزراعية ومشروعات الخدمات من صحة وتعليم وتدريب إلي آخره ومن ثم يدخل في جميع المشروعات الاقتصادية التي تعمل علي تنمية القدرة الإنتاجية للمجتمع موضع التنمية والقول بأن البنك الإسلامي يقتصر عمله علي المعاملات المالية التقليدية قول يجانب الحقيقة والواقع وإن كان في بداية عمل البنوك الاسلامية كان لابد أن تأخذ بأساس الفن المصرفي الحديث وهو المواءمةبين اعتبارين متضادين وهما: الربح من ناحية، والسيولة أو ثقة العملاء من ناحية أخري إذ إن أي مؤسسة نقدية حديثة لا يمكن أن تركز علي اعتبار دون الآخر فإذا ركزت علي اعتبار الربحية أدي ذلك إلي أنها لن تستطيع أن تستجيب لطلبات العملاء بالدفع نقدا وفي الحال، ومن ثم يتنافي وجودها كمؤسسة نقدية وإذا ما ركزت علي اعتبار السيولة أو الثقة أصبحت مخازن للنقود، ومن ثم كمشروع اقتصادي لن تحقق أرباحا.