التمويل من خلال المحمول مفهوم جديد للعمل المصرفي حاول البنك الدولي أن يروجه في السوق المصري من خلال مؤتمر "موبايل ماني" الاسبوع الماضي، وعلي هامش المؤتمر حاولنا أن نستشف هذا النظام من محسن خليل مدير إدارة الاتصال والمعلومات العالمية بالبنك الدولي فكان ل"الاسبوعي" معه هذا الحوار. * بداية أود أن توضح لنا بشكل مبسط فكرة نقل الأموال عبر المحمول؟ ** الواقع أن هناك نماذج متعددة للتحويلات عبر المحمول حسب ظروف كل بلد، فالمحمول له استخدامات مالية عالميا في مجالات شتي فهو يستخدم في دفع الفواتير وما يسمي "بالمحفظة الالكترونية" كبديل عن "الكريديت كارد" بحيث يشتري المواطن عن طريقة سلعة ما من المحل أو يدفع ثمن تذكرة القطار، ولكن هذه التطبيقات عادة ما تكون في الاقتصاديات المتقدمة التي بها نسبة عالية من التعاملات المصرفية، ولكن الاستخدام الأهم للمحمول في الدول النامية هو ربط الاشخاص في المناطق النائية من أصحاب الدخول المحدودة بالمصارف لتوفير التمويل الصغير وتحقيق التنمية وهناك امكانيات واسعة في هذا المجال ففي العالم حوالي 5.6 مليار مشترك في المحمول وحوالي 3 مليارات منهم ليس لديهم حسابات مصرفية وهنا الفرصة للتوسع في السوق المصري في هذه الفئة وهناك تجارب عالمية عدة نجحت في هذا المجال حيث سهل نقل الأموال عبر المحمول في إجراء تحويلات يومية وبتكلفة منخفضة عن تكلفة توسع المصارف التقليدية. وسيط مشترك * ولكن ما الآليات التي يتم الاعتماد عليها في نقل الاموال عبر المحمول؟ ** المحمول هو وسيط مشترك بين العميل والمصرف فعلي سبيل المثال الموزع الذي يبيع كروت المحمول يكون علي اتصال بشركة المحمول ومن خلاله تستطيع الشركة أن تجعله مركزا لفتح حساب للعملاء. * قد يساهم المحمول في تسهيل نقل الاموال ولكنه لا يحل أزمة الثقة بين البنك والعميل وهو العائق الرئيسي للتمويل الصغير في مصر؟ ** بالطبع المحمول هو وسيلة اتصال فقط ولكنه يسهل علي البنوك الانتشار ومن ناحية أخري تستطيع الشركة أن تؤمن قروضها من خلال استراتيجيتها في الاقراض وهي نفسها التي تكون حريصة علي اختيار العملاء المؤهلين للاقتراض والاسلوب الأمثل لاقراضهم. * ولكن البنوك تفضل اقراض العملاء الكبار لأنها تحقق ربحية أكبر من خلالهم؟ ** إذا قارنا معدلات الربحية من عميل كبير بمعدلات الربحية من عدد كبير من العملاء الصغار قد نجد الربحية في الاقراض الصغير أكبر، علاوة علي أن العملاء الكبار موجودون بالفعل في السوق ولكن العملاء الصغار هم شرائح جديدة لم تدخل السوق بعد، وفي نظام التمويل عبر المحمول هناك الكثير من الاطراف تستفيد سواء البنك أو شركة المحمول أو الموزعين وطبعا العميل. الوسطاء والخدمة * ولكن ألا تؤدي كثرة الوسطاء إلي رفع تكلفة الخدمة؟ ** بالعكس فدخول المحمول يخفف من كلفة الوسائط التقليدية في الاقراض وفي المستقبل من الممكن أن يعمل النظام بتحويل الرصيد من محمول إلي محمول بدون التعامل بأي سيولة ويصبح الوسيط أهميته فقط في فتح حساب وسحب الأموال. * هل يدخل نظام المحمول في أنشطة اقتصادية أخري بخلاف التمويل الصغير؟ ** بالطبع فالمجال واسع وكما قلت لك فهو يدخل في دفع الفواتير والتحويلات وأيضا يدخل في مجال السياحة حيث يستطيع السائح أن يجري تحويلات من بلده الأم لتمويل نفقات رحلته بشكل ميسر ولكن التطبيقات في هذا المجال مازالت محدودة. * هل هناك تشريعات مطلوبة في مصر لتطبيق نظام التمويل من خلال المحمول؟ ** بالطبع فهناك تعديلات مطلوبة تتعلق بقوانين الاتصالات والمصارف فموقف شركات التمويل من خلال المحمول في مصر مازال غير واضح من الناحية القانونية ما إذا كانت شركات مالية أو خدماتية وهناك شركات في مصر نجحت في تقديم خدماتها علي أنها وسيط للدفع أو القبض ولكن عندما تنمو تعاملات هذه الشركات وتدخل في التعاملات الكبيرة قد تطالب الجهات الرقابية بالتعامل معها كمؤسسات مالية. نائب الرئيس الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية: تمويل المحمول ساهم في الوصول إلي قاعدة الهرم المجتمعي علي هامش مؤتمر موبايل ماني قالت لنا فريدة كامباتا نائب الرئيس الإقليمي لآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوساط وشمال إفريقيا لمؤسسة التمويل الدولية: إن تكنولوجيا التمويل بالمحمول حققت نجاحا ملموسا في مجال التنمية في مناطق عدة كجنوب إفريقيا والهند وبنجلاديش للوصول بالتمويل إلي قاعدة الهرم الاجتماعي ولعبت دورا مهما في تقليل تكلفة توصيل هذا التمويل، وأكدت علي أن التمويل الصغير من الممكن إدارته بأسلوب التمويل المصرفي التقليدي بمعني تحقيق الربحية من خلاله وأن هناك تجارب عدة عالمية في هذا المجال، وأكدت علي أن نجاح المقترضين الصغار كان بارزا في تجارب عدة كالتجربة الهندية وهو ما ساهم في دعم ثقة الممولين في هذا السوق والتوسع في التمويل الصغير.