لم تهدأ دمياط حتي الان بسبب مصنع الاسمدة اجريوم الذي أقيم في أجمل مناطق رأس البر المصيف التاريخي العريق.. وليست هذه هي المرة الأولي التي نسيء فيها الاختيارات فقد أقيمت منذ سنوات مصانع الاسمنت علي نيل المعادي لتخسر مصر مشتاها الجميل في حلوان حيث كانت الصفوة تفضل البقاء في حلوان طوال فصل الشتاء وضاعت عيون الماء الكبريتية في حلوان وانهارت الاشجار الجميلة علي امتداد الطريق الطويل علي شاطئ النيل امام مصانع الاسمنت وفي مناطق أخري كثيرة أقيمت مصانع لوثت الجو واساءت للبيئة والسبب في ذلك كله غياب الرؤي وسوء الادارة والتخطيط.. وحتي الان مازال الصراع قائما بين الحكومة والشركة الكندية والمواطنين في دمياط لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائج هذه المواجهة فقد دفعت الشركة مئات الملايين من الدولارات ولديها موافقات من أكثر من جهة وتستطيع أن تلجأ إلي التحكيم الدولي في منازعات الاستثمار خاصة أن سجل مصر في ذلك يحمل قضايا كثيرة مطروحة دوليا. في الجانب الاخر تقف حكومة مصر حائرة بين الشركة والمواطنين خاصة ان المواطنين يصرون علي نقل المصنع من رأس البر ولن تستطيع الحكومة ان تفرض عليهم الامر الواقع. كان ينبغي أن تدرس الحكومة المشروع بصورة أفضل ولا أحد يدري لماذا يتم اختيار أفضل المناطق علي النيل لإقامة المشروعات التي تلوث البيئة حدث هذا في أدكو بجوار قناطرها الجميلة وحدث علي نيل المعادي وفي كثير من المناطق علي امتداد شاطيء النيل.. والان تدور معركة أخري حول محطة الكهرباء النووية في الضبعة علي الساحل الشمالي رغم أن الحكومة ألقت هناك ملايين الدولارات في الدراسات والابحاث ولكن هناك من يطالب بحماية الشاطئ من اثار الكهرباء النووية.. ان دراسة المشروعات قبل البدء فيها وتحديد اثارها السلبية تمثل ضرورة مهمة حتي لا تتكرر تلك المشاهد ونجد انفسنا أمام اخطاء كبيرة ندفع ثمنها كان من الممكن تجنبها من البداية كما حدث في دمياط.