تستعد مصر خلال الأسبوع القادم لاستقبال وفود ورؤساء الدول المشاركة في المنتدي الاقتصادي بشرم الشيخ الذي يعقد الأحد القادم 18 مايو الجاري ولمدة ثلاثة أيام بعد موافقة المنتدي في دافوس علي ان تتناوب كل من مصر والاردن علي استضافة الاجتماع الاقليمي للمنتدي وتتشابه كل من مدينتي شرم الشيخ والبحر الميت إلي حد ما في موقعهما السياحي كما تتشابه الدولتان المضيفتان بدرجات متفاوتة في المشاكل والتحديات التي تواجههما من بطالة وفقر وتحسين بيئة الأعمال إضافة الي تأثيرات الأزمة العالمية الغذائية. ويحمل المنتدي الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط 2008 شعار "وعد لجيل جديد" كما يحمل شعارا آخر هو "التعليم من أجل المستقبل".. ويكتسي المنتدي هذا العام بنظرة حزن وترقب وأمل في تحسن الأوضاع العالمية التي ألقت بظلال سوداء علي أكبر اقتصاديات العالم وهو الاقتصاد الأمريكي وهددته بفترة من الركود الاقتصادي التي قد تستمر حتي بداية عام 2009 وربما إلي بداية عام 2010 وتشتد خلال هذه الفترة أزمات الغذاء ونقص السلع الغذائية بالتزامن مع الارتفاع الجنوني لأسعار النفط العالمية حتي بات سقف ال200 دولار وشيكا خلال العقد الحالي. ورغم هذه المعطيات التي كانت في زمن سابق تصيب باقي دول العالم بالذعر والقلق من دخول الاقتصاد الأمريكي الي مرحلة الركود لارتباطها السياسي والاقتصادي بالعملاق الأمريكي فإن الأمور تبدو متغيرة في الوقت الحالي بسبب النمور الآسيوية الناهضة فقد تغير الشعار الأمريكي "إذا عطس الاقتصاد الأمريكي، أصيبت اقتصاديات العالم بالبرد" وأصبح الآن "إذا صرخت أمريكا فهي تصرخ وحدها" ودعمت هذا الاتجاه تنبؤات وتوقعات الاقتصاديين وتحليلاتهم الاقتصادية بأن اسواق الشرق الأوسط وشمال افريقيا ستكون أكثر الأسواق جاذبية خلال الفترة القادمة حيث تحقق أعلي أداء بأقل نسبة مخاطرة وتليها الأسواق الخليجية بينما تتراجع الأسواق العالمية في نسبة عوائدها وترتفع في نسبة مخاطرها. ثلاثة سيناريوهات ويدعو المنتدي المشاركين لاكتشاف الفرص والاحتمالات الايجابية التي يحملها اقليم الشرق الأوسط كما يناقش قضايا الغذاء والانتاج الزراعي وتأثير التغيير المناخي وقضايا التنمية والتضخم والاستقرار السياسي ومن الأوراق التي يطرحها المنتدي علي القادة والزعماء المشاركين ورقة تتضمن ثلاثة سيناريوهات لمستقبل منطقة الشرق الأوسط حتي عام ،2025 السيناريو الأول هو سيناريو العالم الواحد المتشابك والسريع، الذي يعتمد علي العولمة في استنباط عالم تكنولوجي سريع ومتشابك ويصبح فيه المواطن "عولميا" ينسي هويته وانتماءاته الجغرافية وينصهر في عالم التكنولوجيا السريعة والاتصالات المتشابكة ويشير هذا السيناريو إلي قدرات الشركات علي القيام بعدد لا نهائي من الأوامر والتحويلات بضغطة أصبع كما تتحول هذه الشركات في ظل المنافسة والتقدم التكنولوجي الي شركات ميكرو لا مركزية. وسيكون التقدم التكنولوجي والاستثمارات الضخمة في البنية التحتية لقطاع الاتصالات القوة الدافعة للثورة التكنولوجية الاقتصادية من عام 2008 إلي عام 2015 ليس فقط باعتبار التكنولوجيا هي الدافع الرئيسي لتوفير المعلومات والاتصالات بل ستدفع الي تحسين خدمات المواصلات وتوافرها بصورة أرخص وأسرع وانظف. ويتنبأ هذا السيناريو بإزالة الحواجز والحدود التجارية بين الدول ويتوقع دخول الدول في تحالفات تجارية قوية بحلول عام 2015. وأوضح السيناريو ان الحدود التجارية الخاصة بانتقال البضائع وتجارة الخدمات ستتجه إلي الزوال لتحقق دورة تجارية ناجحة لاتحاد تقوده دول شرق آسيا. ويشير السيناريو الي اسانيد تؤيده منها زيادة الاستثمارات في البنية التحتية في المطارات والموانئ والسكك الحديدية وشبكات الطرق مما سيوجد حرية حركة أوسع للبضائع والعمالة ويقلل من تكلفة السلسلة التجارية بل يذهب هذا السيناريو إلي توقعات بحرية السفر من دولة لأخري دون الحاجة الي جواز سفر أو تأشيرة بحلول عام 2025.