صناعةالأثاث في مصر صناعة واعدة، وحجم الاستثمارات الموظفة في تلك الصناعة تتجاوز 5.3 مليار جنيه ويتركز معظمها في محافظة دمياط والتي أصبح لها شهرة عالمية في صناعة الأثاث. وتتصدر منشآت الصناعات الخشبية المسجلة باتحاد الصناعات نحو 500 منشأة بالإضافة إلي مئات الورش الصغيرة المغذية لصناعة الأثاث. وحالة الركود التي تمر بها صناعة الأثاث والمنتجات الخشبية والتي يعمل بها أكثر من 100 ألف عامل تتطلب فتح أسواق جديدة والقدرة علي مواجهة الغزو الذي يأتي من الصين وإندونيسيا وهونج كونج.. تلك الواردات التي أصبحنا نجدها في الأسواق في منتجات خشبية رديئة وبالتالي تصبح المعارض الخارجية هي الوسيلة المثلي لانعاش صناعة الأثاث.. ولكن تلك المعارض لا يشارك فيها إلا المحظوظون فقط من المنتجين وهناك عقبات تعترض طريق بعض مصنعي الأثاث الصغار أغلبها بيروقراطي. خبراء ورجال أعمال في مصر يرون أن مصر قادرة علي تحقيق طفرة في مجال صناعة الأثاث حيث إنها تمتلك كل المقومات التي تؤهلها لتصبح مركزا لتصنيع الأثاث الخشبي في المنطقة، ولكن وعلي الرغم من أهمية هذه الصناعة في مصر وإدراك المستهلك المحلي والعربي والأجنبي لقيمتها فإنه لاتزال هناك حلقة مفقودة، ووفقا لتقرير غرفة صناعة الأخشاب باتحاد الصناعات المصري فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه صناعة الأثاث الخشبي في مصر الآن هي مشكلة التسويق إذ إن صناعة الأثاث تحقق قيمة مضافة عالية وتتمتع بتوافر الأيدي العاملة الماهرة في مصر ومن ثم يجب استغلال هذه العوامل للحصول علي مردود إيجابي لصادرات الأثاث الخشبي. والحل الأمثل قد يكون في تنظيم معارض دولية متخصصة وكبيرة في مجال صناعة الأثاث الخشبي للتعريف بهذه المنتجات في الأسواق المحلية والخارجية حيث إن المعارض هي أفضل نافذة تسويقية لمنتجات الأثاث شرط أن يتم الإعداد الجيد لها باختيار العارضين الأكفاء وتنويع المعروضات ودعوة المنتجين والمستوردين للأثاث الخشبي من الخارج. عناصر التكلفة عمرو عبد اللطيف "المدير التنفيذي لجمعية المصدرين المصريين بوزارة التجارة والصناعة" يري أن تكلفة المشاركة بالمعارض المحلية تعد أقل بكثير من مثيلاتها في المعارض الدولية في مجال الأثاث، حيث إن عناصر التكلفة قوامها بالجنيه المصري خلافا لتكاليف الاشتراك باليورو في الاتحاد الأوروبي، مما يعطي ميزة وأفضلية للمعارض المحلية حيث إنها تهدف إلي زيادة الصادرات المصرية وتتيح للعارضين العرض في أجنحة بمساحات كبيرة، مضيفا إلي تجاوز عدد الشركات المصرية التي شاركت في المعارض الدولية خلال العام الماضي والعام الحالي رقم المائة شركة إذا ما وضعنا في الاعتبار أن معرض "فيرنكس" بالقاهرة يعد من المعارض الدولية المتخصصة. ويشير عبد اللطيف إلي وجود مردود إيجابي لهذه المعارض تمثل في زيادة حجم الصادرات المصرية من الأثاث حيث قفزت الصادرات من 50 مليون دولار عام 2005 إلي 250 مليون دولار في نهاية 2007. ويعترف محسن التاجوري "وكيل شعبة تجارة الأخشاب بالغرف التجارية والنائب الأول للشعبة العامة للمستوردين" بوجود فجوة في التنسيق بين اتحاد مصدري الأخشاب وشعبة المستوردين، موضحا بأنه لا يتم اخطاره باعتباره نائب رئيس شعبة المستوردين بمواعيد المعارض الخارجية كما انه لا يتم ارسال دعوة إليه للمشاركة في مثل هذه المعارض.. مشيرا إلي ضرورة حصول شعبة المستوردين علي اخطار لإتاحة الفرصة لمن يرغب في المشاركة. ويضيف التاجوري أن الشعبة التي يمثلها معنيه بعدد كبير من المستوردين وهي تلعب دورا أساسيا في منظومة صناعة الأثاث، مؤكدا علي وجود فجوة بين اتحاد الصناعات وشعبة المستوردين رغم كون الجهتين مكملتين لبعضهما فنحن نقوم باستيراد أخشاب خام وهم يقومون بتصنيعها، نافيا وجود سبب محدد لهذا الخلل. ويعترف التاجوري أيضا بعدم وجود نية سيئة للمسئولين عن تنظيم هذه المعارض فهو يري أن ما يحدث من تجاهل للشعبة ليس ناتجا عن سوء قصد بقدر ما هو محاولة للاقتصار علي ممثلي اتحاد الصناعات.