أكد علاء سماحة العضو المنتدب لبنك بلوم مصر أن مشكلة التضخم في مصر لا يمكن حلها من خلال آلية أسعار الفائدة وحدها لكن لابد من زيادة الانتاج. أشار في حواره مع "الأسبوعي" إلي أن بنك بلوم سينتهي من إغلاق ملف التعثر قبل نهاية العام الحالي بالإضافة إلي عدد من القضايا المصرفية الساخنة التي حملها سماحة في جعبته وناقشناها معه وهذا نص الحوار.. * سألته ما توجهاتكم في السوق المصري خلال المرحلة القادمة بعد ثلاث سنوات من العمل فيه؟ ** حققنا العديد من الانجازات في البنك منذ الاستحواذ علي بنك مصر رومانيا نهاية عام 2005 حيث كانت أهم مرحلة هي إعادة تنظيم الأمور ووضع الاستراتيجية القادمة لنا ووضعنا هدفنا وهو الانتشار وهي مرحلة ايجاد عميل في السوق من خلال منتجات التجزئة المصرفية وهي مرحلة أولي وضرورية من أجل الانتشار كما أنها منتجات متوافرة في السوق وتخدم قطاعات عديدة سواء أكان الحديث عن المستثمر أو المدخر أو تخاطب الاحتياج لشراء سلع أو سيارات وخلافه وفي عام 2006 - 2007 نجحنا في اقتحام سوق التجزئة المصرفية سواء من ناحية الايداعات أو القروض للأفراد. وفي الربع الأخير من عام 2006 وحتي عام 2007 حرصنا علي استحداث إدارات مركزية قوية وضخمة تساعد البنك في التحول الي بنك تجاري متكامل يقدم كل الخدمات والمنتجات وهي المرحلة اللاحقة للانتشار بالتجزئة المصرفية لتقديم خدمات للأفراد أو الشركات أو للمؤسسات المالية في فرص الادخار لمختلف الآجال ومع بداية العام الحالي 2008 اكتملت منظومة الإدارات المستحدثة وأصبحنا قادرين علي الدخول في مختلف الانشطة كما ان المرحلة السابقة لم يكن عدد فروع البنك يتعدي 8 فروع وأصبح لدينا 23 فرعا حتي نهاية 2007 وهو انتشار جغرافي جيد يستهدف خارج العاصمة في محافظات: اسكندرية ودمياط والمنصورة والاسماعيلية وغيرها في مدة عام وشهرين. 3 قطاعات * لكن هناك انتقادات للبنوك حول تركيزها علي نشاط التجزئة المصرفية وتقاعسها عن تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟ ** عندما بدأنا التجزئة المصرفية كان الغرض الأساسي منها الانتشار وتعميق تواجدنا في السوق ومع بداية العام الحالي أصبح لدينا ثلاثة قطاعات معنية بالتمويل الائتماني بداية من قطاع تمويل المشروعات الصغيرة وآخر المتوسطة وثالث متخصص في تمويل الشركات الكبري وحققنا تغطية معقولة تتناسب مع هذه الفترة القصيرة ولدينا محفظة استثمارية متنوعة ولا نركز في قطاع معين دون الآخر تطبيقا لمبدأ "لا تضع البيض في سلة واحدة" وعموما من يخاف من تمويل تلك المشروعات لن تكون له حصة في السوق واعتقد أن أي ائتمان يحمل في طياته نوعاً من المخاطرة ويتوقف حجمها علي آلية كل بنك في توفير سياسة ائتمانية سليمة مقترنة بأدوات رقابية فاعلة وعموما فإن التجزئة المصرفية طريق سريع للانتشار واستهداف شريحة كبيرة من المواطنين ومن الممكن وغير المستبعد أن يكون لبنك معين هدف التعامل فقط بالتجزئة المصرفية فالأهداف تختلف من بنك إلي آخر وفقا لسياساته واستراتيجيته في ضوء حرية المنافسة في السوق فبنك بلوم الآن يسعي إلي التوسع بصورة أكبر في عدد من المجالات والدليل علي ذلك وجود شركة سمسرة تابعة للبنك برأسمال 30 مليون جنيه كذلك حصلنا مؤخرا علي موافقة مبدئية لإنشاء شركتين إحداهما للتأمين علي الحياة والأخري للتأمين علي الممتلكات برأسمال 100 مليون جنيه لكل منهما بالاضافة الي توسعاتنا في مجال المشروعات الكبري والمتوسطة والصغيرة فهدفنا الأساسي زيادة الاستثمارات المالية والتنموية خلال المرحلة القادمة. ديون متعثرة * ولكن بعد عملية الاستحواذ أصبحت لديكم محفظة ضخمة من الديون المتعثرة تقدر بنحو 500 مليون جنيه فماذا فعلتم حيالها؟ ** قمنا بجهود ضخمة وتمكنا من معالجة حجم كبير من هذه الديون وصل الآن تقريبا الي 80% من هذه الديون وبنهاية العام الحالي سنغلق هذا الملف وستصبح المحفظة نظيفة تماما.. فلدينا مخصصات كانت تغطي نحو 75% من هذه الديون بالإضافة إلي جهود أخري ما بين إعدام لحجم معين من هذه الديون وهناك حالات أخري شهدت تسويات في مقابل أصول معينة وهناك من يقوم الآن بالسداد بانتظام. * هناك مطالب بأن يقوم البنك المركزي باستحداث وحدة جديدة لإدارة الأصول العينية التي في حوزة البنوك.. فكيف تري ذلك؟ ** هذا ليس دور المركزي أبدا فهو يقوم بدور الرقيب لضبط ايقاع السوق بينما إدارة الأصول العينية ينبغي ألا تخرج من اختصاصات البنوك وفقا لأهدافها في ظل حرية السوق كما أن الطفرة العقارية ساهمت في تسوية التعثر ونحن ليس لنا أهداف ربح بقدر الرغبة الحقيقية في انهاء التعثر.