تحدثت مصادر صحفية عن ضربة عسكرية وشيكة ربما تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكيةلإيران، حيث تفيد التقارير أن الضربة ستوجه بشكل رئيسي إلي مواقع نووية إيرانية ومنشآت اقتصادية تدعم المجهود الحربي الإيراني. التقارير المنسوبة إلي مصادر صينية وروسية نقلتها صحف غربية علي أنها معلومات استخباراتية، ومما قيل في هذا السياق إن الصين سربت معلومات إلي الوكالة الدولية للطاقة النووية مفادها أن إيران حصلت علي أجهزة طرد مركزي متقدمة للغاية تقوم بتشغيلها الآن وإحلالها تدريجيا محل الأجهزة القديمة. هذه المعلومات تشير إلي أن قدرة إيران النووية تتزايد بالقدر الذي يؤهلها لصناعة سلاح نووي في غضون السنتين المقبلتين أي في سنة 2010. ورغم نفي الصين لأنباء تسريب معلومات إلي الوكالة الدولية إلا أن الصين أسهمت بصورة أو بأخري في إمداد طهران بتكنولوجيا نووية وإن كانت الصين تنفي ذلك. المعروف أن قرار الأممالمتحدة الأخير الذي صدر عن مجلس الأمن بشأن إيران منذ نحو شهر تقريبا حظي بموافقة كل من الصين وروسيا علي فرض مزيد من العقوبات وقالت الدولتان وقتها إن موافقتهما علي القرار جاءت لحث طهران علي إجراء مزيد من المفاوضات البناءة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في نفس الوقت لاتزال إيران تصر علي المضي قدما في برنامجها النووي لتخصيب اليورانيوم وهو الجزء من البرنامج الذي يثير القلق الدولي وخاصة مع وضوح صورة دبلوماسية متصلبة للإدارة الإيرانية تجعل المخاوف تزيد من امتلاكها قوة عسكرية نووية. تصلب الإدارة في طهران في الأساس هو الذي يثير المخاوف، وكذلك عدم مرونتها في التعامل مع القضايا الدولية ودخولها في جولات تحد وعناد للقوي العظمي الدولية بما ينذر بالتصادم في أية لحظة. وتحذر دوائر كثيرة حول العالم من إقدام الولاياتالمتحدة علي ضرب إيران وتستشهد بتجربة العراق التي خضعت لاحتلال أمريكي تسبب في مأساة إنسانية دولية وحالة من عدم الاستقرار وتفشي أعمال عنف عشوائية. الدوائر الدولية تسعي إلي زيادة وتكثيف الضغوط علي واشنطن لضبط النفس وعدم اللجوء إلي خيار القوة العسكرية لإجهاض البرنامج النووي الإيراني قبل أن تتمكن طهران من تصنيع سلاح نووي أولي يزيد من تصلبها في معالجة القضايا الدولية. ليس من شك أن الضغوط ربما تؤدي إلي تأخير عمل عسكري محتمل ضد إيران، ولكن ليس بوسعها إلغاء ذلك الاحتمال إلا إذا أبدت طهران مرونة في التعامل مع الملف النووي وتعاونت مع الوكالة الذرية لإبعاد شبح المخاوف من صناعتها لسلاح نووي. أما إذا كانت طهران تسعي حقا لصناعة سلاح نووي وتكسب الوقت بالمناورة بالمفاوضات فأعتقد أنه سيكون من الصعب السيطرة علي الفوبيا الأمريكية والإسرائيلية من حصول إيران علي سلاح نووي.