"اللوبي" هو التعبير عن جماعة ضغط أو كيان كبير الغرض منه تكوين تكتل كبير يستطيع ان يواجه الصعوبات ويحل المشاكل التي تقف امام رجال الأعمال سواء في الداخل من اجل الحصول علي الحقوق والواجبات أو في الخارج لمواجهة التكتلات الكبيرة والمنافسة الضارية في الأسواق. "الأسبوعي" استطلعت رأي بعض رجال الأعمال في مختلف القطاعات فمنهم من ايد بشدة هذا اللوبي ومنهم من رفضه فاصحاب الرأي المعارض يرون أن "اللوبي" يعني الاحتكار وهذا الاحتكار مرفوض داخليا وخارجيا، واذا شعر العميل في الخارج بهذا اللوبي سيرفض السلعة ويلجأ إلي شرائها من اسواق اخري. واضافوا ان فكرة اللوبي تتواجد بشكل كبير في الجمعيات والمنظمات والاتحادات للتعبير عن بعض المشاكل في الصناعة والعمل علي حلها ومعظم المعارضين لفكرة اللوبي هم اصحاب صناعات الملابس والمنسوجات والرخام والجرانيت. اما أصحاب الرأي المؤيد لفكرة اللوبي فهم من قطاع الحاصلات الزراعية الذين كونوا لوبي من 8 شركات قاموا بالتصدير لدولة الصين تحت اسم "نادي الموالح" وبعد نجاح التجربة قرروا تكرارها مع دول اجنبية اخري فيما رأي بعض الخبراء ان السبب في عدم توافر اللوبي يرجع إلي عدم وجود ثقافة وثقة وتعاون بين رجال الاعمال واصحاب الشركات وان ما هو موجود يعتمد علي الفردية المطلقة والرغبة في أن ينسب النجاح للشخص بمفرده. الفردية المطلقة بداية يوضح عادل العزبي نائب رئيس شعبة المستثمرين باتحاد الغرف التجارية ان فكرة اللوبي في مصر منعدمة بسبب ان الثقافة المصرية تعتمد علي الفردية المطلقة ورغبة كل شخص "رجل اعمال" في أن ينسب لنفسه أي نجاح يتحقق وللأسف ليس لدينا الثقافة "الجمعية" حتي عندما يتم الحديث مثلا عن احدي المنظمات فعادة لا يقال ان المنظمة قامت بكذا او كذا وانما ينسب الأمر إلي رئيس المنظمة أو إلي أحد مساعديه او لرئيس لجنة من اللجان ولا يتم الحديث بصفة جامعة تشير إلي توافر التحالف الحقيقي الذي يعبر عن المجموعة من ناحية ومن ناحية اخري انه لا يوجد لدي رجال الاعمال ثقافة التعاون فيما بين الانشطة المتماثلة فعلي سبيل المثال من النادر ان تجد مصنعا ينقصه بعض الخامات المتوافرة في مصنع آخر منافس ويتم التنسيق فيما بين الطرفين بأسلوب الاقتراض او الشراء المتوفر لدي احدهم والناقص من الآخر. ويضيف العزبي رغم ما قلناه فان احد رجال الأعمال - المحترمين - قال له انه سمع من احد العاملين لديه بأن مصنعا منافسا توقف خط انتاجه بسب غياب ونقص بعض قطع الغيار وان الانتاج سيتوقف لمدة طويلة لان هذه القطع تستورد من الخارج فبادر هذا الرجل من تلقاء نفسه بالاتصال بالقائمين علي العمل بالمصنع المنافس واخبرهم بوجود قطع الغيار المطلوبة لديه وما عليهم إلا المجيء لمصنعه واختيار ما يلزمهم من قطع غيار لحين وصول القطع من الخارج. ويشير نائب رئيس شعبة المستثمرين الي ان هذا النموذج الفردي يجب ان يكون هو الاساس وليس الاستثناء لان المجتمعات لا تبني الا بالمنافسة التكاملية وليس المنافسة التصادمية. لوبي زراعي ناجح ويحكي حلمي علي عيسي العضو المنتدب لشركة نهضة مصر للحاصلات الزراعية نجاح تجربة اللوبي الذي قامت به 8 شركات مصدرة للحاصلات الزراعية في كيان واحد يعرف بنادي الموالح المصرية إلي الصين هذا العام لأول مرة، وبعد نجاح التجربة سيقوم اللوبي بتكرار التجربة مع دول أجنبية أخري. ويوضح حلمي عيسي ان فكرة انشاء اللوبي جاءت منذ عامين من جانب الحميد الدمرداش رئيس شركة المغربي للحاصلات الزراعية وتم التنفيذ هذا العام وعن سبب انشاء هذا اللوبي قال حلمي ان هذا الاتجاه هو السائد في جميع دول العالم الآن حيث تندمج الشركات الصغري مع بعضها أو مع الشركات الكبري لتنافس الكيانات الكبري علي مستوي العالم. وعن الشرط الاساسي لاقامة هذا اللوبي قال حلمي هو توافر الثقة بين الاطراف التي تريد عمل اللوبي والذي يعمل علي ازالة أي عقبات امام الشركات علي المستوي المحلي وتساعد في التفاوض مع الشركات الاجنبية عن طريق ممثل واحد أو اثنين من هذا التكتل كما فعلنا الي جانب ازالة أي عقبات سواء بالداخل او الخارج ويقوم بهذه المهمة شخص واحد وليس 8 أشخاص. الاحتكار.. ومشاكله كثيرة أصحاب الرأي المعارض لاقامة اللوبي ومنهم يحيي زنانيري رئيس جمعية الملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية يري أن تكوين اللوبي لابد ان يكون لصناعة ليس بها صناعات مغذية أو صناعات متداخلة، كما ان اللوبي يعني الاحتكار ونتيجته التحويل مباشرة إلي النيابة العامة كما حدث لمنتجي ومصدري الاسمنت حينما اتفقوا علي رفع السعر للأسمنت بالأسواق. ويشير زنانيري الي ان اللوبي موجود بالفعل في الجمعيات والاتحادات والتنظيمات ويقوم بمناقشة المشاكل والعمل علي حلها من داخل هذه التنظيمات، مضيفا ان صناعة الملابس لا يصلح فيها اللوبي لانها تتعامل مع استيراد خامات والتصدير لدول تضع شروطا قاسية. العميل الأجنبي يرفضه ويتفق مع الرأي السابق محمد عبد السلام رئيس شعبة الملابس باتحاد الصناعات المصرية فيضيف ان الدول الاجنبية ترفض هذا اللوبي بل انها تقوم بالغاء الصفقة اذا وجدت ان دولة ما تقوم بالتكتل ضدها موضحا ان قطاع الملابس به تفاصيل تختلف عن باقي القطاعات لانه لا يتعامل مع مصنع واحد وانما يتعامل مع العديد من المصانع المختلفة المنتجة للمستلزمات. ويشير إلي أن العميل الاجنبي له شروط في الاستيراد منها الرقابة والتفتيش علي المصنع المصدر ومعرفة وضع العمالة ورعايتهم صحيا وتأمينيا وغير ذلك من الشروط القاسية التي يضعها العميل المستورد. ويتساءل عبد السلام كيف نتفق مع زبون ونحن في حاجة ماسة إلي زبون لا يهرب منها ولا يوقع عقوبات علينا؟ مرة ولن تعود ويتفق مع الآراء السابقة أحمد حجاج رئيس غرفة الرخام والجرانيت باتحاد الصناعات السابق وقال ان اللوبي في صناعة الرخام تم مرة واحدة مع الصين وكان السبب الضغط عليهم لرفع الاسعار لأن المستورد اراد خسف السعر فتم التكتل، مضيفا أن فكرة اللوبي ستضر بالصناعة لانه يؤخذ علي أنه احتكار خاصة بالنسبة للأجانب والمستوردين واننا نؤكد علي ذلك بالنسبة لما يحدث لأي صناعة يحتكرها العاملون فيها ويقومون باحتكار هذه السلعة او رفع سعرها. ويتفق حجاج مع الرأي الذي يذهب إلي أن اللوبي يتم في الجمعيات والانظمة والاتحادات لمناقشة المشاكل والآراء التي تعمل علي حلها وليس لوبي يمارس مع الدول الاجنبية.