لماذا هم دوليون؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي طرحته مجموعة بوسطن للاستشارات في تقريرها الدوري "المنافسون الدوليون الجدد لعام 2008" والذي تنتقي فيه 100 شركة دولية متسارعة النمو نشأت في أسواق العالم النامي ونجحت في اثبات نفسها علي المستوي الدولي.. اما الاجابة عن السؤال فلخصها التقرير في انها شركات أدركت أن كونها كبيرة داخل أسواقها أمر لايكفي لضمان استمرارية نموها علي المدي الطويل وان لديها "إرادة علي النمو" قادتها للعالمية. هل توجد شركة مصرية بهذه المواصفات؟ تقرير بوسطن الذي تعود بياناته عن الشركات إلي عام 2006 لم يختر إلا أوراسكوم تليكوم من مصر وهي الشركة الوحيدة التي دخلت بها مصر هذه القائمة. وحول هذه القضية كان ذلك التقرير الذي طرحته العالم اليوم "الأسبوعي":للمناقشة مع الخبراء ليقولوا لنا لماذا لم تدخل هذه القائمة إلا شركة مصرية واحدة؟! ويقوم تقرير بوسطن جلوب باختيار الشركات المائة من وسط 3000 شركة في الدول التي يصفها بالدول النامية سريعة النمو وهي الارجنتين والبرازيل وشيلي والصين والمجر والهند واندونيسيا وماليزيا والمكسيك وبولندا وروسيا وتايلاند وتركيا اما المستوي العربي فلا يوجد في التقرير إلا مصر، ويحدد التقرير قائمة بأكبر 100 شركة دولية منشؤها في هذه البلاد بناء علي عدة عوامل كإمكانياتها الصناعية، والبحث والتطوير واستراتيجيتها في الاندماج والاستحواذ وقدرتها علي استقطاب مصادر التمويل المختلفة.. علي أن يكون الحد الأدني لعائدها السنوي مليار دولار أمريكي ويعد تقرير عام 2008 هو الاصدار الثاني بعد ان اصدرت بوسطن التقرير لأول مرة في عام ،2006 وفي الاصدارين لم يمثل مصر سوي أوراسكوم تليكوم بينما حازت دول نامية اخري علي نصيب كبير من هذه الكعكة الدولية، وفي التقرير الاخير استحوذت الصين وحدها علي 41 شركة من بين الشركات المائة تليها الهند 20 شركة ثم البرازيل 13 شركة. والصناعات التي تمثلها الشركات المائة تتسم بالتنوع فبعضها في مجال صناعة الصلب والصناعات الهندسية ومعدات السيارات وبعضها في مجال المنتجات الاستهلاكية كالمنتجات الالكترونية والأدوات المنزلية والصناعات الغذائية كما أن بعضها يعمل في مجال خدمات ال"اي تي" والسفن وشبكات الاتصالات، واللافت للنظر أن بعض هذه الشركات الدولية استطاعت أن تجمع بين تخصصات مختلفة وتديرها بكفاءة علي المستوي الدولي كشركة "كوك" القابضة التركية التي ذكر التقرير انها تجمع بين إنتاج المنتجات المنزلية والسيارات والاستثمار في قطاعات الطاقة والتمويل والتوزيع. ومن واقع التجارب المائة يرصد التقرير 6 نماذج اتبعتها هذه الشركات لكي تحقق هذا النجاح.. الأول هو الخروج بالاسماء التجارية من المحلية إلي العالمية وضرب التقرير مثالا علي ذلك بشركة "باجاج" الهندية التي تعمل في مجال إنتاج العربات ذات العجلات الاثنين والثلاث والتي تهيمن علي 9 أسواق خارج الهند. والنموذج الثاني هو تطوير أسلوب الصناعة ليتحول إلي مستوي الابداع الدولي وضرب التقرير مثالا علي ذلك بشركة "امبرار" البرازيلية في قطاع صناعة الطائرات والتي استطاعت منافسة شركات ايرباص وبوينج من خلال اهتمامها بالبحث والتطوير. النموذج الثالث يتعلق بتبني أسلوب دولي في الادارة من خلال النجاح في تقديم عوائد مرتفعة للمساهمين وحوافز للعمالة مما يدعم من تنافسية الشركات. والنموذج الرابع يتناول نجاح الشركات في تطبيق سياسات الاندماج والاستحواذ للتوسع في الاسواق الدولية في استثمارات الموارد الطبيعية بالدول النامية والنموذج الخامس يتعرض لمقدرة الشركة في اقتحام قطاعات استثمارية جديدة مما يحقق ربحية كبيرة للشركات. والنموذج السادس يتعلق بقدرة الشركة علي تأمين مصادر الموارد في الخارج حيث أشار التقرير إلي أن هناك 10 شركات صينية من بين الشركات المائة نجحت في تأمين موارد للطاقة في الاسواق الخارجية.