تحولت وثيقة "مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتليفزيوني في المنطقة العربية" التي أصدرها وزراء الإعلام العرب في 12 فبراير الماضي، إلي مصدر للجدل الساخن والاختلاف الحاد حول الهدف الحقيقي من وراء اصدارها. وساهم في زيادة احتدام هذا الجدل عدا من الأمور "الشكلية"، أولها صدور هذه الوثيقة عن اجتماع "طارئ" لوزراء الاعلام العرب، الأمر الذي أثار السؤال المنطقي: ما هو وجه "الطوارئ"، ومن ثم وجه الاستعجال و"الصريعة"، لاصدارها؟! ولماذا يجد وزراء الإعلام العرب سبباً للاجتماع "الطارئ" لاصدار مثل هذه الوثيقة رغم عدم وجود سبب قهري يضطر أصحاب المعالي وزراء الاعلام العرب لترك مسئولياتهم وواجباتهم اليومية بينما لا نري اهتماما من باقي مستويات العمل العربي المشترك بالدعوة إلي اجتماع "طارئ" في قضايا تستوجب مثل هذه اللقاءات الاستثنائية، من قبيل احتلال العراق القضية الفلسطينية أو العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني أو تفتيت السودان أو التلاعب بمستقبل لبنان وغير ذلك من أمور جدية تتعلق بالوجود العربي ذاته ومع ذلك لا يحرك أصحاب المعالي الوزراء العرب المعينون ساكناً! ولماذا أصدر وزراء الإعلام العرب هذه الوثيقة دون جلسة استماع واحدة لأصحاب الشأن، أي الاعلاميين والصحفيين العرب، الذين سيطبق عليهم هذا الميثاق؟! ومع ذلك فإن "الشكل" ليس هو المهم. الأهم هو "المضمون" في هذه الوثيقة الخطيرة. وبهذا الصدد فإن المدافعين عنها يقولون ان عالم الفضائيات العربية أصبح غابة عشوائية، وبالتالي فإنه لابد من "تنظيمها"، خاصة وأن كل دول العالم بما في ذلك أكثرها ديموقراطية، تخضعها للتنظيم ولا تتركها "سداح مداح". ويقولون كذلك إن هذه الوثيقة لم تأت بجديد بل إنها كررت ما سبق أن شددت عليه مواثيق الشرف الاعلامية في البلدان العربية من مبادئ. ويقولون أيضا: ماذا يغضبكم في أن تدافع الوثيقة عن مبادئ مهمة ولا خلاف عليها مثل: * علانية وشفافية المعلومات وحماية حق الجمهور في الحصول علي المعلومة السليمة. * حماية المنافسة الحرة في مجال خدمات البث. * حماية حقوق ومصالح متلقي خدمات البث * توفير الخدمة الشاملة للجمهور * عدم التأثير سلبا علي السهم الاجتماعي والوحدة الوطنية والنظام العام والآداب العامة. (البند الرابع) *** * الالتزام باحترام حرية التعبير بوصفها ركيزة أساسية من ركائز العمل الإعلامي العربي. * الالتزام باحترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة علي أرضها. * الالتزام بمبدأ ولاية دول المنشأ. * الالتزام بمبدأ حرية استقبال البث واعادة البث الفضائي بمعني حق المواطن العربي علي امتداد أراضي الدول الاعضاء في استقبال ما يشاء من بث تليفزيوني صادر من أراضي أي من الدول أعضاء جامعة الدول العربية. * ضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الوطنية والاقليمية والدولية الكبري ، وخصوصا الرياضية منها، التي تشارك فيها فرق أو عناصر وطنية وذلك عبر اشارة مفتوحة وغير مشفرة أيا كان مالك حقوق هذه الأحداث حصرية كانت أو غير حصرية. * الالتزام بحقوق الملكية الفكرية في كل ما يبث من برامج طبقا للقوانين الدولية في هذا المجال. * الالتزام بتخصيص مساحة باللغة العربية لا تقل عن 20% من إجمالي الخريطة البرامجية للقناة الواحدة أو لمجموعة القنوات التابعة لهيئة واحدة. (البند الخامس) * احترام كرامة الإنسان وحقوق الآخر في كامل أشكال ومحتويات البرامج والخدمات المعروضة. * احترام خصوصية الأفراد والامتناع عن انتهاكها بأي صورة من الصور. * الامتناع عن التحريض علي الكراهية أو التمييز القائم علي أساس الأصل العرقي أو اللون أو الجنس أو الدين. * الامتناع عن بث كل شكل من أشكال التحريض علي العنف والارهاب مع التفريق بينه وبين الحق في مقاومة الاحتلال. * الامتناع عن وصف الجرائم بجميع أشكالها وصورها بطريقة تغري بارتكابها أو تنطوي علي اضفاء البطولة علي الجريمة ومرتكبيها أو تبرير دوافعه. * مراعاة أسلوب الحوار وآدابه، واحترام حق الآخر في الرد. * مراعاة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الحصول علي ما يناسبهم من الخدمات الاعلامية. * حماية الأطفال والناشئة من كل ما يمكن أن يمس بنموهم البدني والذهني والأخلاق أو يحرضهم علي فساد الأخلاق أو الاشارة إلي سلوكيات خاطئة بشكل يحث علي فعلها. * الالتزام بالقيم الدينية والاخلاقية للمجتمع العربي.. والامتناع عن دعوات النعرات الطائفية والمذهبية. * الامتناع عن بث كل ما يسيء إلي الذات الالهية والاديان السماوية والأنبياء والرسل. * الامتناع عن بث وبرمجة المواد التي تحتوي علي مشاهد فاضحة أو حوارات إباحية أو جنسية صريحة. * الامتناع عن بث المواد التي تشجع علي التدخين والمشروبات الكحولية مع إبراز خطورتها.