اختتم امس فعاليات الملتقي الاقتصادي الدولي السنوي دافوس 2008 الذي عقد في الفترة من 23 إلي 27 في منتجع دافوس بكانتون جراوبوندن السويسري بحضور أكثر من 27 رئيس دولة وحكومة و 113 وزيرا و 1370 رئيس شركة عالمية. وقالت صحيفة الفاينانشال تايمز التي خصصت قسما عن الملتقي علي موقعها الإلكتروني إن دورة هذا العام الثمانية والثلاثين حملت شعار قوة الابتكار التعاوني، وانها اشتملت علي 235 جلسة وورشة عمل جاءوا معظمهم في ظل أجواء مختلفة عن تلك التي أحاطت به العام الماضي إذ كان العالم ينعم بنمو اقتصادي مستقر. وتناول الملتقي الدولي خمسة محاور أساسية أولها التنافس والتعاون في مجالات الأعمال، وكيفية العمل كفريق للتمتع بأكبر قدر من المكاسب. وسعي المحور الثاني معالجة مشكلة التجارة في ظل مناخ اقتصادي غير آمن. في حين ركز المحور الثالث علي كيفية تجاوز الخلافات لتحقيق الاهتمامات المشتركة وتطرق المحور الرابع إلي الجانب العلمي عن طريق المؤسسات العالمية المختلفة. ونقلت الإيكونوميست عن الخبير الاقتصادي نوريال روبيني خلال جلسة المناقشة التقليدية حول وضع الاقتصاد الحالي قوله ''ستشهد الولاياتالمتحدة انكماشا خطيرا والدول الناشئة تباطؤا اقتصاديا وأوروبا تسارعا اقتصاديا كبيرا''، مستبعدا حصول ركود علي الصعيد العالمي، وكان روبيني الوحيد الذي توقع الازمة الاقتصادية الامريكية خلال جلسة المناقشة نفسها قبل عام، في وقت كانت أجواء من التفاؤل مسيطرة علي دورة عام 2007. ولم تكن توقعات ستيفن روتش رئيس الفرع الاسيوي من بنك مورجن ستانلي الامريكي أقل تشاؤما اذ قال ''سندخل مرحلة أليمة جدا. فحين يواجه المستهلك الامريكي مشكلات، ينعكس ذلك علي الاقتصاد العالمي برمته''، وانتقد هذا الاقتصادي بشدة التخفيض الكبير لمعدلات الفائدة الذي أعلنه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، معتبراً ان الدافع خلف هذا الاجراء يقتصر علي إرضاء الاسواق المالية دون ان يعالج المشكلة الجوهرية وهي تمويل استهلاك الاسر الأمريكية بواسطة القروض. ونفي الخبيران الاقتصاديان إمكانية ان تبقي الاسواق الناشئة مثل الصين والهند بمنأي عن انعكاسات أي انكماش في الولاياتالمتحدة. وقال جون ستودزينسكي رئيس الانشطة الاستثمارية في مجموعة بلاكستون الامريكية للاستثمار الخاص ''ما تحتاجه الاسواق بشدة الان هو القيادة سواء كانت علي المستوي العالمي أو الاقليمي ويبدو ان هذا أمر مفقود''، ومضي قائلا ''الي ان تري الاسواق قدرا أكبر من القيادة علي أساس الفعل وليس رد الفعل فسيستمر الاحساس بهذا القلق العارم وهذا الإحباط''. وكشف المستثمر العالمي جورج سوروس خلال إحدي جلسات الملتقي إن العالم لم يعد راغبا في تكديس الدولارات وان الفترة الحالية تمثل نهاية عهد قائم علي الدولار كعملة دولية. واضاف إن الأسواق المالية تحتاج شرطيا جديدا أي إلي عملة جديدة علي حد وصف سوروس. دافوس في سطور الملتقي هو مؤسسة أنشأها كلاوس شفاب في منتجع دافوس عام 1971 تحت اسم ندوة إدارة الأعمال. يوجد مقره في كولونيي في كانتون جنيف ويوظف أكثر من 290 شخصا. تتتجاوز ميزانيته السنوية 100 مليون فرنك، تموّل بالخصوص، من الاشتراكات التي تدفعها 1000 شركة عضوة. تيعرّف الملتقي نفسه بأنه "أول ساحة حوار في العالم" للمسؤلين من جميع الأصناف. تينظم علي هامش الملتقي سلسلة من اللقاءات، ويطلق مبادرات ويرعي مجموعات عمل، كما ينجز دراسات ويقترح برنامجا للحصول علي شهادة جامعية للطلبة.