شهدت البورصات العالمية خلال الفترة الماضية اتجاها هبوطيا لعدة اسباب يأتي علي رأسها ازمة الرهن العقاري التي اثرت بالسلب الي جانب انخفاض سعر الفائدة علي عملية الصرف مما دفع المستثمرين الاجانب للهروب باستثماراتهم الي الاسواق الناشئة. ويأتي علي رأسها مصر نظرا لاستقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية وزيادة معدلات النمو بخلاف استقرار سعر الصرف ، فما تأثير ذلك ؟وما اهم القطاعات التي يتجه اليها الاجانب؟ في البداية ، يقول احمد العفيفي خبير اسواق المال ان اتجاه الاجانب للبورصات الناشئة والبورصة المصرية لوجود اصلاحات في هذه البورصة ووجود اسهم وشركات قائدة لها توسعات في اوروبا وبعض الدول العربية ولايزال معدل نمو الاقتصاد المصري في الارتفاع مع انخفاض الفائدة في الدول الاوروبية وامريكا ويتجه الاجانب للخروج باستثماراتهم والبحث عن فرص استثمار جيدة ويكون البديل في البورصات العربية والبورصة المصرية خاصة مع اتجاه الدولة لسياسة الخصخصة وادارة الاصول المملوكة للدولة عن طريق الطروحات الجديدة وضخ هذه الاموال الاجنبية في هذه الطروحات عن طريق المؤسسات الاجنبية العاملة في مصر التي ارتفعت في الربع الاخير من 2007 بقوة وكانت بداية وجود هذه المؤسسات بطرح مجموعة طلعت مصطفي .. ويضيف العفيفي ان مصر تحتل الان المركز الاول في جذب الاستثمار الاجنبي المباشر من فرنسا بعد نجاح صفقة استحوذ شركته بالخارج علي وحدة الاسمنت بشركة اوراسكوم للانشاء التي تعتبر اعلي صفقة في تاريخ البورصة المصرية ويكون عائد هذه الصفقة استثمار مباشر في البورصة المصرية ووجود العنصر الاجنبي في هذا القطاع في مصر يعزز اتجاه المؤسسات الاجنبية الاخري للاستثمار فيها نظرا للاعفاءات الجمركية والصناعية العديدة والاستقرار السياسي في المنطقة. ويشير العفيفي الي ان غالبية استثمارات الاجانب تتركز في قطاع الاتصالات وقطاع مواد البناء والتشييد واخيرا اتجهوا لقطاع الكيماويات. ومن جانبه ، يقول احمد فؤاد بأحدي شركات تداول الاوراق المالية ان البورصات العالمية شهدت منذ فترة كبيرة حالة من الاضطرابات فسجلت معظمها انخفاضات حيث انها لاتزال متأثرة بأزمة الرهن العقاري الامريكي وكذلك سبب الانخفاضات المتتالية في اسعار صرف الدولار امام اليورو. ويري خبراء انه من الصعب خروج الالجانب من البورصات الاجنبية خلال الفترة القادمة الا في حالة واحدة وهي ارتفاع نسبة الارباح في البورصات الناشئة عن مثيلتها في البورصات العالمية وفي هذه الحالة فإن الاجانب سيدخلون بقوة الي الاسواق الناشئة خاصة التي تنعم باستقرار سياسي وبالطبع فإن البورصة المصرية هي احدي تلك البورصات الناشئة المستهدفة من قبل الاجانب خاصة في قطاع الاتصالات الذي يشهد نموا متزايدا علي اسهمه من قبل الاجانب يسيطرون وكذلك قطاع الخدمات المالية والبنوك الذي اصبح يسيطر الاجانب علي نسبة كبيرة من اسهمه بالاضافة الي قطاع البترول خاصة شركة سيدي كرير واموك وشركة مصر للغاز الطبيعي حيث ان هذه القطاعات تحقق اعلي نسبة عائد بين القطاعات العاملة بالبورصة المصرية.