قلنا إن السلطات السعودية تفعل ما بوسعها لإنجاح موسم الحج للأعداد الكبيرة الراغبة في أداء الفريضة فهي أولا تمنح تأشيرة الحج مجانا دون أية رسوم، وثانيا تراقب بدقة وقوة المكاتب التي تتعامل مع الحجاج "المطوفون" وتتلقي الشكاوي بحقهم وتفحصها وتوقع عليهم الجزاءات. ولا تدخر السلطات السعودية وسعا لتطوير المناطق المقدسة سواء في مكة أو منطقة عرفات ومزدلفة ومني، وأيضا المدينةالمنورة حيث مسجد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم. الإنشاءات الهندسية من كبار وأنفاق تشق الجبال، التوسعات في ساحة الحرم ومناطق التكدس عند الطواف والسعي بين الصفا والمروة، ومنطقة الجمرات. تقديم العون الطبي للحجاج من خلال المراكز الطبية وسلسلة المستشفيات المنتشرة بالمجان ولكل من يريد. تقديم الوجبات المجانية لمن يرغب عن طريق مراكز المبرات الثابتة وعربات ضخمة تتحرك في أماكن التجمعات لتوزيع الخبز والوجبات علي من يرغب في تلقيها دون تمييز. وعقب كل موسم حج يجري تقييم شامل للموسم واستعراض للمشكلات التي وقعت فيه وتقرر علي الفور دراسة المقترحات لحلها في الموسم التالي، وهكذا يتطور الموقف باستمرار وإلي الأفضل لتقديم خدمة متميزة لضيوف الرحمن. المشكلات السلوكية للحجاج تكون دائما طارئة علي الخطط الموضوعة.. مثلا مشكلة افتراش حجاج بعض البلاد للأرض وعدم وجود سكن لهم.. وبالطبع فإن افتراش الأرض مشكلة مرورية سواء داخل الأماكن المغلقة نسبيا بأسوار كالمسجد الحرام أو في الساحات اللخارجية أو في الطرقات والشوارع مثلما يحدث في الأماكن المحيطة بالمسجد الحرام، وكذلك في طريق المشاة من عرفات إلي مني، حيث يمثل الكيلو متر الأخير في تلك المسافة مشكلة فظيعة إذ يتعين علي المشاة تخطي رقاب النائمين علي الأرض الذين يسدون نهر الطريق بصورة تامة. وتوجد ملصقات وارشادات تحض الناس علي عدم افتراش الأرض ولكن دون جدوي، ويجعل المشكلة صعبة عدم لجوء السلطات إلي الخشونة في التعامل مع ضيوف الرحمن رغم مخالفتهم السلوكية المؤذية للجميع. وأما في داخل المسجد الحرام فإن افتراش "الصحن" حيث يطوف الطائفون يمثل مشكلة وخاصة مع توافد جموع الحجاج لأداء طواف الافاضة، وبعض هؤلاء المفترشين للصحن يقولون إنهم ينتظرون الصلاة أو يحاول البعض أداء ركعتي سنة الطواف في مكان قريب من مقام إبراهيم، أو في حجر إسماعيل وتكون النتيجة تعثر الطائفين وربما تقع إصابات نتيجة سقوط الناس بعضهم فوق بعض. وتسبب الكتب والنشرات التي يصطحبها الحجاج أزمة حقيقية وك أن تتصور الكتب التي تحض وتأمر الحجاج بالتوقف عند الحجر الأسود لتقبيله والدعاء بدعاء معين قد تستغرق تلاوته عشر دقائق، أو تأمره بأن يضع صدره علي باب الملتزم "باب الكعبة" والدعاء بما شاء. وطبعا هذا الكلام غير واقعي فضلا عن استحالة تنفيذه بالنسبة للتجمعات الضخمة والتوقف أثناء الطواف يؤدي إلي أزمة، والتوقف للصلاة في الصحن عند مقام إبراهيم يؤدي إلي مشكلة. ولنا عودة