مشروع تتبع الصادرات الزراعية الذي تنفذه الحكومة بالتعاون مع منظمة اليونيدو يعد احدي الثمار الايجابية لآلية مبادلة الديون مع ايطاليا، ومع مرور نحو 3 سنوات من عمره، واجهت "العالم اليوم الاسبوعي" محمود البسيوني مدير المشروع بعديد من التساؤلات حول ملامح النجاح والعقبات التي واجهته علي ارض الواقع. اكد البسيوني ان المشروع نجح في تحقيق العديد من الانجازات علي ارض الواقع بداية من زراعة الحاصلات الزراعية وحتي وصولها الي المستهلك في السوق الاوروبي، كما بدأ في تقديم خدمات جديدة تستهدف كل المزارعين بما فيها المزارع الصغير.. وحول النجاحات.. والتحديات في هذا المشروع كان ذلك الحوار: * كيف بدأ مشروع تتبع الصادرات الزراعية.. والي ماذا يهدف؟ مشروع تتبع الصادرات الزراعية يتبع منظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" بالاشتراك مع وزارة التجارة والصناعة المصرية هو جزء من اتفاقية "مبادلة الديون مقابل التنمية" الموقعة بين الحكومتين المصرية والايطالية وبدأ العمل فيه من منتصف عام 2004 ويعمل علي تشجيع دعم الصادرات الزراعية. وكما نعلم فقد تم بمقتضي اتفاقية "مبادلة الديون مقابل التنمية" اسقاط الديون المستحقة علي مصر للحكومة الايطالية وتم ادراج شريحة من هذه الديون لتنفيذ مشروع تتبع الصادرات الزراعية. وتقدر ميزانية المشروع بنحو 45 مليون جنيه اي حوالي 5.6 مليون يورو، وتستقبل مصر دعم تلك الاموال لدعم المشروعات في المجالات المختلفة ومنها القطاع الزراعي. وقد بدأ المشروع بقطاع الخضر والفاكهة وتم تحديد 11 محصولاً لدعم الشركات المصدرة لتلك المحاصيل وتوفير برنامج التتبع الزراعي لها الذي يوفر قاعدة بيانات عن المعاملات التي تمت علي المحصول حتي وصوله للاتحاد الاوروبي ويستطيع المصدر ان يعرف المشكلات التي طرأت علي المشروع من خلال الرقم الخاص بالمحصول واستطعنا من خلال عمل البرنامج ان نحدد الشركات المخالفة واوقفناها عن العمل. خدمات.. وبرامج * ما هي الخدمات التي تقدمونها في هذا المشروع؟ لقد بدأنا في العمل علي زيادة معدلات الامان وتوفير الجودة للمنتج، كما نقوم بتقديم برامج تدريبية لقطاع الارشاد الزراعي الخاصة بمعاملات ما بعد الحصار وتوفير المعلومات للارشاد الزراعي عن المواصفات التي يضعها الاتحاد الاوروبي حتي تصل المعلومة في النهاية للمزارع.. كما نقوم بعمل قاعدة بيانات للمبيدات المسموح بها في مصر وتعاقدنا مع قاعدة بيانات عالمية وهي شريحة "هومولوجول" التي توفر قاعدة باسماء المبيدات المسموحة في كل دول العالم. كما نعمل حاليا علي تقديم الدعم الفني لحصول الشركات المصدرة علي شهادات خبرة تحتاجها لامكانية التصدير مثل ايزو 2200 وجلوبال جاب واي اف اي ونجعل المنتج مقبولا بشكل اكبر، بالاضافة الي ذلك نعمل الان في قطاع التصنيع الزراعي وتحديد المواصفات العالمية التي تشجع الطلب عليه ومساندة صادراته. * ذكرتم الدورات التدريبية.. من المستهدف من تلك الدورات؟ الدورات تستهدف جميع العاملين في القطاع الزراعي بداية من المزارعين الصغار والعاملين في قطاع التعبئة حتي المصدر النهائي، وتقام تلك الدورات في مواقع المزارعين من خلال الزيارات الميدانية للمشروع وذلك اضافة الي الدورات التي يتم تقديمها في مقر المركز ونعمل الان علي انشاء برنامج التعليم عن طريق الانترنت وذلك من خلال المواد التدريبية والدعم الفني علي شبكة الانترنت ليستفيد منه جميع المصدرين بمصر او خارجها. * ذكرتم ايضا انكم تنشئون قاعدة بيانات للمبيدات وقاعدة بيانات للارشاد الزراعي فما الفرق بينكم وبين اللجان المختصة في وزارة الزراعة؟ نحن نقدم الدعم الفني والمالي فقط لانشاء قاعدة البيانات ونتعاون مع وزارة الزراعة في مسألة نقل الخبرات حصاد السنين * تعملون منذ 2004 فما النتائج الملموسة من هذا المشروع حتي الان؟ لقد قمنا بتدريب 1500 شخص سواء في القطاع الخاص او العام.. وقدمنا ثلاث دراسات خاصة لتحديد الاستثمارات في القطاع الزراعي واخري خاصة بالبرامج والمقومات المستخدمة عالميا في نظام التتبع، كما قمنا بثلاث زيارات او جولات ميدانية في ايطاليا وانجلترا.. وقدمنا دراسة تتبع للمنتج منذ تصديره حتي دخوله الي انجلترا ليباع في مراكز التجارية واعددنا برنامجا لتأهيل 200 شخص في الحجر الزراعي وأنشأنا قاعدة بيانات علي المستوي المحلي لعمل المبيدات الزراعية ونتعامل الان مع 50 شركة.. وقدمنا معونة مالية تقدر بحوالي 300 الف جنيه في صورة اجهزة وبرامج لاجهزة التتبع تم تنفيذها علي مستوي 55 محطة تعبئة تغطي جميع انحاء الجمهورية ونهدف للوصول الي 90 محطة تعبئة. * ما نسبة الاستجابة حتي الان؟ الاستجابة عالية جدا لان العاملين كان اهتمامهم الاكبر رؤية تنفيذ ذلك المشروع علي ارض الواقع وامكانية التواصل معه. الدعم المالي * وهل يستهدف المشروع شريحة معينة في القطاع الزراعي ام جميع الشرائح؟ المشروع يستهدف جميع الشرائح اما بالنسبة للدعم المالي، فقد وجد الاتحاد الاوروبي انه من الافضل توجيهه لمحطات التعبئة لانها تعتبر حلقة الوصل بين المزارعين والمصدرين. * وهل هناك خطة لزيادة عدد المحاصيل عن 11 محصولا كما ذكرت سابقا؟ وكيف تنظرون الي الاستثمار في ذلك القطاع من خلال عملكم؟ الفترة الاولي كانت تركز علي المحاصيل الرئيسية اما الان فيتم التعامل مع جميع المحاصيل المصدرة للاتحاد الاوروبي من الخضر والفاكهة؛ وبالفعل مازالت هناك بعض المخالفات لكنها في تناقص والملحوظ هو زيادة الطلب علي المنتج المصري، كما توجد لدينا دراسة عن الاستثمارات في القطاع الزراعي كما لدينا حالات تعاون واقعية للشركات الايطالية مع الشركات المصرية في مجالات نقل المحاصيل وانشاء محطات التعبئة واعتقد ان تلك القطاعات مازالت تحتاج الي دعم فني ومالي، ويشمل ذلك جميع اللوجسيتيات الخاصة بالقطاع الزراعي واعتقد ان ذلك ما يحتاج الي الدعم في الوقت الحالي. واستطيع القول بأن القطاع الزراعي في تطور ونحتاج في المرحلة الحالية جميع الجهود لتشجيع الاستثمار بشكل او باَخر واكبر دليل علي ذلك ان الاراضي الواقعة علي طريق مصر الاسكندرية الصحراوي حققت نسب تصديرية عالية. * في النهاية ماذا تفعلون للوصول الي الفلاح او المزارع الصغير الذي يشكل جزءا اساسيا في العملية الزراعية؟ نحاول الوصول للفلاح عن طريق الدورات التدريبية والتي نحرص علي تكرارها لتحقيق الهدف المنشود وعن طريق الاتصال المباشر بالتعاون مع الارشاد الزراعي، ويحتاج الفلاح الي جهد كبير ووقت طويل ودعم وتكاتف جميع الجهات المستفيدة حتي يقتنع بفكرة المشروع لانه مازال يري عملية التصدير معقدة وسنظل نعمل معه حتي يضع قدمه علي الطريق الصحيح.