أمس الأربعاء 12 ديسمبر .. بدأت مفاوضات الوضع النهائي الدائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين تلك التي تحدد كيان كل من الدولتين الجارتين، وإطار العلاقات السلمية بينهما هذا إن تمت المفاوضات بحسن نية وفي إطار السلام.. لا الاستسلام! وأجواء التفاوض عسيرة.. ايهود أولمرت عاجز عن تنفيذ التزامه في أنا بوليس بوقف نمو الاستيطان الذي تتمدد حركته كالاخطبوط في حارعوما المتاخمة لعنق القدس العربية وداخل المدينة المقدسة ذاتها.. فضلا عن عجز رئيس الحكومة الاسرائيلية عن حجب الشرعية عن البؤر الاستيطانية التي التزم بازالتها.. يذكرني ضعف أولمرت وتخاذله بقوة أرئيل شارون في مواجهة مستوطني ياميت علي أرض سيناء قبيل أيام من الانسحاب الاسرائيلي 25 ابريل 1982.. كان رئيسا للأركان.. أعلن المستوطنون العصيان عن مغادرة ياميت وعسكروا فيها بأسلحتهم.. جاءهم شارون بقوته فغادروها بملابسهم!.. وعندما دخلت ياميت بعد ساعة من اخلائها، وجدت أعراب سيناء يتسللون إلي بيوتها، "يربشون المتروكات" ويجمعون الغنائم! لم تقبل إسرائيل حضور توني بيلير كطرف ثالث يمثل الرباعية في المفاوضات وأصرت علي ثنائية التفاوض لكي تنفرد بالضعف الفلسطيني. وهي ترفض أي املاء أجنبي لنتائج عملية التفاوض.. خاصة بعد أن تعهد بوش لأولمرت بعدم التدخل في التفاوض أو فرض شروط.. فقط حلول بديلة يرتضيها الطرفان المتفاوضان كلما دخلت حركة التفاوض في عنق بلا منفذ!. تشمل أجندة المفاوضات: الاستيطان. القدس. اللاجئين. الحدود. والمياه.. وشرطاً مسبقاً لاعمال أحكام خريطة الطريق: أن ينفذ كل طرف التزاماته كماوردت في الخريطة وأن يصل الطرفان إلي اتفاق حول التحفظات ال14 التي أخذتها إسرائيل علي أحكام خريطة الطريق! ما صاغته الخارجية الاسرائيلية ليس فقط مجرد تحفظات.. أنه نقص كامل ل14 نصا كاملا من مواد خريطة الطريق، كما وضعتها الخارجية الأمريكية والأمن القومي وصادق عليه البيت الابيض! لم تذكر التحفظات الاسرائيلية النص الأمريكي الاصلي الذي تحفظت عليه وإنما جاءت فقط بالنص الذي تقترحه وترتضيه.. أي أنها اعادت صياغة متن خريطة الطريق.. صاغته بلغة فوقية.. تهدر ندية الطرف الفلسطيني، صاحب الحق والأرض وتخاطبه من فوق تلك القوة لتدحرج إليه شروطها الآمرة وليست المفسرة! لتصله في موضعه في سهل الاستلام السحيق.. أسفل التل!.. منتهي العتو، والخروج علي آداب صياغة اتفاق سياسي! وهو أمر ينبغي أن يرفضه صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين.. ويقدم من جانبه دفعا مضادا يصحح به الحق الفلسطيني ويصر عليه.. حتي لو أنهي المفاوضات دون اتفاق.. فقط إلي حين! *** تحت يدي رد الفعل الاسرائيلي غير الموزون علي خريطة الطريق الأمريكية المؤرخ في 25 مايو 2003.. نستعرضه معا مبني ومعني. الاعتراض: في البدء وأثناء العملية وكشرط لاستمرارها سوف يسود الهدوء التام ويفكك الفلسطينيون منظمات الأمن ويجرون الاصلاحات الأمنية إلي أن يتم تشكيل التنظيمات الجديدة وتبدأ في مقاومة الارهاب ! والعنف والتحريض وتتعلم السلطة الفلسطينية ثقافة السلام وسوف تتولي التنظيمات منع الارهاب والعنف وتمارس القبض علي الاشخاص والتحقيق وتوجيه الاتهام وتوقيع العقوبات! في المرحلة الأولي من الخطة وكشرط للانتقال إلي المرحلة الثانية سوف يتولي الفلسطينيون تفكيك منظمات الارهاب: حماس، الجهاد الاسلامي.الجبهة الشعبية الجبهة الديموقراطية ألوية الاقصي.. والتنظيمات الارهابية الأخري! ويتم جمع أسلحة الجميع، ونقلها، واعدامها ويتم وقف تهريب الاسلحة وصناعاتها محليا ولن يتم الانتقال إلي المرحلة التالية من الخطة ما لم يتم تنفيذ ما سبق من شروط الحرب ضد الارهاب! لا ينبغي أن تنص خريطة الطريق علي أن تلتزم إسرائيل بوقف العنف والتحريض ضد الفلسطينيين!! * الاعتراض 2: أول شروط التقدم في التنفيذ هو الوقف التام للارهاب والعنف والتحريض.. والتقدم بين المراحل فقط سيتلو التنفيذ التام للمرحلة السالفة والمتابعة لن تركز علي التوقيتات الزمنية وإنما علي علامات ضبط الأداء (Performance Benchmards) * الاعتراض 5: سوف تتحدد شخصية الدولة الفلسطينية المؤقتة من خلال مفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وسوف تكون للدولة المؤقتة حدود مؤقتة ومظاهر معينة للسيادة تخضع للإدارة المدنية ولا تتبعها قوات عسكرية فقط قوات شرطة وأمن محدودة السلطة والتسليح وتتولي إسرائيل السيطرة علي دخول وخروج الاشخاص والبضائع والمراقبة الجوية ومراقبة المجال الكهرومغناطيسي!!؟ * الاعتراض 6: فيما يتصل بالتصريحات المبدئية وحتي الاتفاق النهائي علي المراجع المعلنة أن تعترف لإسرائيل بحقها في العيش كدولة يهودية والتخلي (Waiver) .