شهدت الايام الاخيرة العديد من التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" تحذر من وجود اسراب من الجراد علي مقربة من الحدود المصرية وان بعض فلولها باتت قاب قوسين او ادني من بلدنا.. وهو ما اوجد حالة من القلق والترقب تحسباً لامكانية تكرار نفس السيناريو الذي شهدته الاجواء المصرية عام 2004. وزارة الزراعة والاجهزة التابعة لها اعلنت حالة الطوارئ حتي ان عدداً من المسئولين عن المكافحة كادوا يلقون حتفهم في منطقة شلاتين الاسبوع الماضي.. عندما انتقلوا من القاهرة للتأكد من صحة احد البلاغات الكاذبة.. خبراء الاقتصاد الزراعي أجمعوا علي اهمية وضع تقارير ومتابعات منظمة الاغذية والزراعة "الفاو" في الاعتبار وضرورة التنسيق مع المسئولين في الدول المجاورة فضلاً عن تكثيف عمل نقاط المراقبة والمسح بمختلف المناطق وتجهيزها بأحدث المعدات والاجهزة في المكافحة.. وأكد الخبراء ايضا ان جميع المؤشرات الحالية تؤكد ان الاوضاع مطمئنة الا انه ينبغي اخذ كل الاحتياطات تحسباً لحدوث اي تغيير مفاجئ مثل تغير الظروف المناخية خاصة نشاط الرياح او هبوط الامطار. كما ينبغي الاشارة الي التحذير الذي اطلقته منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة "الفاو" من وضع خطير قد تسببه موجات الجراد الصحراوي المتوقع تفشيها بشكل كبير علي طول ضفتي البحر الاحمر في الشتاء، وقد شددت المنظمة علي ضرورة تكثيف المراقبة واعتماد اجراءات المكافحة اللازمة.. وتقول "الفاو" في احدث تقرير لها ان موجة من الجراد الصحراوي تضاعفت حسب اخر التقارير الميدانية خلال اكتوبر الماضي شمال السودان حيث كان ممكنا اجراء مسوحات ارضية بما ينبئ بوضع خطير محتمل في المنطقة.. وعلي الرغم من مسارعة الحكومة بحشد فرق المكافحة الجوية والارضية التي عالجت ما يزيد علي 11 الف هكتار فإنه يبدو من الصعب اكتشاف ومعالجة كل حالات التفشي في المناطق الصحراوية النائية بما يسمح بتكون المزيد من الاسراب المتوقع ان تتحرك باتجاه السهول الساحلية بطول البحر الاحمر في السودان خلال شهر نوفمبر. أعداد صغيرة وتوضح المنظمة في تقريرها انه بالرغم من ضآلة مخاطر تفشي الجراد من السودان نحو البلدان المجاورة في الوقت الحاضر فإن اعدادا صغيرة موجودة وتتكاثر بطولة السهول الساحلية للبحر الاحمر في اليمن وشمال اريتريا متوقعة ان يبدأ التكاثر المحلي قريبا عند ساحل البحر الاحمر جنوب شرق مصر وفي المملكة العربية السعودية.. وتوقعت المنظمة ان تتضاعف اعداد الجراد بشكل خطير في حال هطول امطار وغيره خلال فصل الشتاء وتفشيها بحلول فبراير المقبل بما يستدعي المسارعة بعمليات مكافحة رئيسية فور انتهاء فترة الجفاف علي الساحل للحيلولة دون تكون اسراب الجراد التي قد تتحرك باتجاه الشرق الي شبه الجزيرة العربية وباتجاه الغرب الي دارفور الي مطلع الصيف المقبل.. ويوضح خبراء المنظمة في التقرير ان الجراد الصحراوي هو جراد نطاط مهاجر وغالبا ما ينتقل في اسراب واسعة ويتراوح عمر الجراد بين 3 و5 شهور وباستطاعة اسرابه ان تقطع مسافات ما بين 5 و130 كيلو مترا او واكثر في اليوم بفضل الرياح، كما تلتهم حشرة الجراد الصحراوي ما يعادل وزنها اوجرامين من الغذاء الطازج يوميا، ومجهز سرب صغير علي مايستهلكه 250 ألف شخص يوميا..!!! يؤكد امين اباظة وزير الزراعة واستصلاح الاراضي ان الوزارة بما لديها من اجهزة واتصالات علي مدار الساعة تتم علي اعلي المستويات مع المنظمات الدولية المعنية اضافة الي متابعة دقيقة للاوضاع علي الحدود المصرية تشير الي ان الاوضاع الحالية مستقرة بالنسبة لحالة الجراد الصحراوي.. كما ان الادارة المركزية لمكافحة الآفات بما تملكه من اجهزة تقنيات حديثة موزعة علي مئات الفرق الاستكشافية ومحطات الاستطلاع بامتداد الحدود المصرية مع الدول المجاورة قادرة علي التصدي لأية خلول قد تهدد الحدود المصرية والوضع حتي الان لايدعو الي القلق.. ويوضح الدكتور عبدالعظيم الجمال رئيس بحوث الجراد المتفرغ ان الجراد الصحراوي هو احد افراد مجموعة النطاطات والجراد قصيرة القرون والتي تندرج تحت رتبة مستقيمة الاجنحة التي يتميز افرادها بجناحين امامين جلديين يحميان تحتهما جناحين غشائيين وبالرأس فم قارض وزوج من قرون الاستشعار القصيرة وبالصدر رجلان صدريتان خلفيتان متحورتان للقفز والاجنحة اطول من الجسم وعلي ذلك، فهذا التكوين يساعده علي تحمل ظروف البيئة القاسية التي يعيش فيها والتي تتميز بدرجات الحرارة العالية وانخفاض الرطوبة وجفاف الاعشاب