عندما أعلنت شركة مصر للطيران منذ فترة وجيزة عن مناقصة انشاء قرية البضائع والتي ستكون بمثابة اكبر منطقة لتجارة الترانزيت في مصر يحتضنها ميناء القاهرة الجوي، عادت من جديد للأذهان التفكير في حال وضع مناطق وتجارة الترانزيت في مصر والتي تعتبر من أهم أنواع التجارة في إدرار الأموال وتزيد محفظة الدخل القومي من موارد التجارة، ولعل الأهم والأخطر من ذلك هو شروع اسرائيل وبعض الدول المجاورة في اقامة مناطق مماثلة لديها مما يلوح بامكانيتها سحب البساط من تحت أقدام مصر اذا سبقونا في انشاء مناطق ترانزيت قوية في منطقة الشرق الأوسط وهو ما جعل مصر تسعي بقوة للإسراع في تطوير منطقة "قرية البضائع"، ومن هذا المنطلق كان لابد أن نتعرف وبالتفصيل عن حال مناطق تجارة الترانزيت في مصر وأوضاعها الحالية وما آلت إليه مناقصة انشاء قرية البضائع بمطار القاهرة وفق آراء الخبراء والمسئولين. البداية جاءت عندما أعلن المهندس ابراهيم مناع رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، ان الشركة انتهت من اعداد دراسات فنية لإنشاء قرية بضائع عالمية بمطار القاهرة علي مساحة 24 ألف متر، وبتكلفة تقديرية 50 مليون دولار. ويقول مناع انه تم عرض المشروع خلال مناقصة عالمية لتطوير القرية، التي ستعد الأولي من نوعها في المنطقة للمساعدة في جعل مطار القاهرة منطقة ترانزيت عالمية لاستقبال البضائع القادمة والمتجهة إلي العالم من دول المنطقة، وستكون المنطقة مزودة بأحدث الأجهزة والاتصالات والطرق التي تساعد علي انتقال البضائع بين القرية والموانئ المصرية، خاصة العين السخنة، مشيرا إلي أن القرية ستستفيد من عدة مشروعات جديدة يتم تنفيذها حاليا مثل مبني الركاب رقم 3 والممر الرابع، اضافة إلي فندق كبير في منطقة المطار وبرج مراقبة جدية كما انها ستخدم بدورها هذه المشروعات. وحول مستقبل مناطق الترانزيت في مصر يقول مناع ان مصر للطيران كانت منذ أعوام ماضية تسعي لتطوير هذا النوع من انواع التجارة خاصة وانه يسهل أمور كثيرة في دخول وخروج البضائع، موضحا ان ذلك سيساعد علي ايجاد فرص تصديرية استيرادية ضخمة بمصر وان تكون منطقة قرية البضائع المزمع انشاؤها أكبر منطقة لتجارة الترانزيت في الشرق الأوسط. ويشبه مناع مناطق تجارة الترانزيت ب "قناة السويس" فهي نوع من أنواع الخدمات المقدمة في بلد ما للبلدان المجاورة تتيح نقل البضائع من بلدان العالم إلي البلدان المجاورة في افريقيا وآسيا من خلال مصر، وسوف تستفيد مصر من هذا بالحصول علي عوائد مالية كبيرة. وينوه مناع إلي ان تجارة الترانزيت طرحت كإحدي الخطوات المهمة في دعم التعاون الاقتصادي العربي وضرورة الإسراع بالتكامل الاقتصادي بين مصر والعالم العربي والعمل علي زيادة حجم التجارة البينية. ومن جانبه يري أسعد درويش رئيس مصر للطيران للشحن الجوي ان العنصر الرئيسي في انجاح تجارة الترانزيت هو عنصر التلاقي بين النقل والجمارك والشئون التجارية وتوافقها فيما بينها للوصول إلي نتيجة ايجابية، مشيرا إلي أن الأهم من ذلك ايضا هو تعاون المصدرين في مصر والإبقاء علي هذا التواصل. وحول منطقة تجارة الترانزيت الجديدة المعروفة باسم "قرية البضائع" يقول أسعد درويش ان مصر للطيران للشحن الجوي تعمل علي رفع كفاءة الأسطول الجوي لخدمة منطقة قرية البضائع وخدمة حركة التصدير والاستيراد بما يخدم مصر كدولة ستحوي أكبر منطقة تجارة ترانزيت في الشرق الأوسط. ويؤكد أسعد درويش أن الشركة لا تواجه مشاكل تمويل رغم مضاعفة الأسطول بصفقة جديدة فان الشركة لن تستطيع التحليق عاليا ما دامت بقيت مشدودة إلي الأرض بخيوط الالتزام بابتزاز الدعم الحكومي من الشركة التي لا تتلقي أي نوع من أنواع الدعم وتساهم مع ذلك في حل مشاكل المصدرين. وفيما يخص حجم تجارة الترانزيت يشير أسعد درويش إلي أنها تمثل من 60 إلي 70% في المطارات حول العالم ويتوقع في مصر ان يتزايد مع تحويل مطار القاهرة إلي نقطة محاورية وان تزيد الحركة العابرة زيادة مطردة.