غاضب أنا من ظروفي الصحية التي منعتني من السفر إلي الإسكندرية، حيث انعقد مؤتمر عن الحرب وكيفية البحث عن السلام. سر الغضب ببساطة أني كنت أريد أن انفجر بما أراه يوميا علي شاشة التليفزيون من بحور الدم التي يتوهم صانعو الصور أن هناك إنسانا أرقي من إنسان، فإن تم قتل فلسطيني، تم تصوير الخبر كأنه حادث سيارة من مئات الحوادث التي تقع كل يوم، أما ان تم قتل إسرائيلي، فالدنيا تقوم ولا تقعد، وإذا ما نظرنا إلي ما يحدث في بغداد حيث تقوم الولاياتالمتحدة بتوظيف شركات للقتل بدعوي انها شركات للأمن، فالأمر عجيب غريب، ولا أحد يندهش أو يتعجب من قتل عشرات أو مئات العراقيين، ولكن إن مات جندي أمريكي، فالمظاهرات تملأ واشنطن. وجاء مؤتمر "الكتب أم القنابل" ليؤكد علي الحقيقة القديمة الجديدة، تلك الحقيقة التي تقول إننا أبناء جنس بشري واحد، لا فضل لأحد علي الآخر إلا بما يقدمه من.. نزع السلاح المستدام للتنمية المستدامة بالتعاون مع المكتب الدولي للسلام. وقال السفير علي ماهر مدير معهد دراسات السلام: إن المؤتمر يهدف إلي الدعوة لإنشاء أول شبكة لتشجيع الدول علي تحويل الموارد من الإنفاق العسكري لمزيد من الاستثمار في التنمية المستدامة، ويسعي لجذب الانتباه إلي التأثير السلبي للأسلحة علي التنمية والترويج لنزع السلاح، وإلي تضمين هذه الجهود في حملات السلام والعدالة الاجتماعية.. مشيرا إلي أن مكتب السلام الدولي الذي حصل علي جائزة نوبل للسلام عام ،1910 والذي يضم في عضويته 280 منظمة من 70 دولة، سيشارك في تنظيم المؤتمر. وأضاف السفير علي ماهر أن العديد من الشخصيات البارزة والمسئولين والباحثين من مصر ومختلف دول العالم هم من اشتركوا في المؤتمر لمناقشة وإلقاء الضوء علي الآثار السلبية للإنفاق العسكري المتزايد في عملية التنمية وتعزيز نزع السلاح وإدماج هذه الجهود في عملية السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية في جميع انحاء العالم، ومن بينهم توماس ماجنوسون، رئيس المكتب الدولي للسلام، وأنابت السفيرة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي المصرية من يتحدث نيابة عنها فأضاف الكثير من الرؤي. وإذا كانت الجلسة العامة الأولي قد ركزت علي نزع السلاح والتنمية علي المستوي العالمي، فقد تحدث فيها السفير جايانثا دانابالا عن الحلم الصعب، وهو حلم الحياة دون هذا النزيف الهائل في التسليح، والرجل هو الرئيس الشرفي للمكتب الدولي للسلام، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة السابق لشئون نزع السلاح. وتطرقت الجلسة الثانية إلي نزع السلاح والتنمية بالمنطقة، وتحدث فيها السفير محمد شاكر، المجلس المصري للشئون الخارجية، بينما دارت الجلسة الثالثة حول رؤي المجتمع المدني لنزع السلاح والتنمية وتحدث فيها ديفيد مينوفيز مدير وكالة كتالونيا للتعاون من أجل التنمية. ومجرد قراءة ما تم مناقشته في اليوم الثاني لهذا المؤتمر يزرع في القلب حزنا لعدم حضوره فقد كانت هناك ورش عمل لمناقشة الإنفاق العسكري والتنمية البشرية، شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل، الألغام الأرضية وبقايا الحروب والقنابل العنقودية، والأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، والبحث العلمي والتكنولوجي وعلاقته باقتصاد الحرب واختيارات التنمية، التعليم وإقامة الحملات: بناء ائتلافات المجتمع المدني. خالص الاعتذار للسفير علي ماهر الذي دعاني إلي هذا المؤتمر المهم ولم تسمح ظروفي بالحضور.