معظم البرامج التي قرأتها للمرشحين في انتخابات نقابة الصحفيين التي ستجري يوم السبت المقبل، خلت تماما من الإشارة إلي قضية مهنية خطيرة وهي خلط المواد الصحفية بالمادة الإعلانية أو عدم الفصل بين الإعلان والتحرير وهي قضية من وجهة نظري لا تقل أهمية عن إلغاء الحبس في قضايا النشر أو إصلاح الأحوال المالية للصحفيين وعمل كادر خاص بهم وعقد عمل موحد كي يحصلوا علي حقوقهم المالية والمعنوية بشكل يحفظ لهم كرامتهم ويساعدهم علي تحمل أعباء المعيشة حتي لا يلجأوا إلي العمل في الإعلانات أو لحساب وزارة ما أو شركة معينة أو ضمن جوقة رجل أعمال من أجل الحصول علي مزايا مادية "شهرية" أو عينية. وفي هذا الإطار اسأل - علي سبيل المثال - لماذا تخلو الصحف تماما - خاصة القومية - من الهجوم علي شركات التليفون المحمول الثلاث ولا سيما أن الخدمة لا تكون علي ما يرام في بعض الأوقات، كما تعترض أي صحيفة علي ارتفاع أسعار المكالمات. وبصفة عامة لا يتحدث الصحفيون عن قضية مهمة وهي الاضرار التي تسببها محطات التقوية الموجودة علي اسطح العمارات علي ساكنيها خاصة في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان، أو عن شركات المحمول الثلاث التي تسببت في سحب الكثير من السيولة من "جيوب" المستهلكين بعد أن أصبحنا "بلد المحمول". كما أنني لم أجد صحيفة واحدة تهاجم الصندوق الاجتماعي للتنمية بل هناك حرص علي نشر كل أخبار واتفاقيات الصندوق "الكثيرة جدا" سواء في شكل تحريري أو إعلاني ولم ألاحظ أبدا أي تحقيقات صحفية تنقب عن سلبيات وزارة البترول، أو تسأل عن مصداقية الاكتشافات البترولية أو أسعار الغاز الطبيعي وجدوي تصديره بهذا الكم الكبير والمقابل القليل. وقياسا علي ذلك هناك أخبار جيدة دائما تنشر عن وزارات الكهرباء والنقل والصناعة والتجارة والغرف التجارية واتحاد الصناعات وجمعية رجال الأعمال وكأن الكهرباء لا تنقطع ابدا ووصلت لكل العشوائيات والقري ولم تحدث أبدا مشاكل في موسم الحج أو العمرة وانصلح حال السكك الحديدية بل وأصبحنا من رواد الصناعة وأوائل الدول في التصدير واستثماراتنا كلها إنتاجية وتهدف إلي تشغيل العاطلين لأننا نعيش في ظل مجتمع رجال أعمال مثالي، وقطاع خاص يصلح قدوة ونموذجا لدول مجاورة. والغريب ان هناك صحفا حزبية ومستقلة تهاجم رجل أْعمال ما ومشروعاته وتأتي صحيفة أخري في اليوم التالي تدافع بضراوة عن نفس رجل الأعمال وتعتبر كل مشروعاته إضافة للاقتصاد القومي. والسبب بالطبع معروف لأن بعض رجال الأعمال والحكومة اتفقوا معا علي رفع شعار اطعم الفم تستحي العين، وهناك صحفيون علي رأسهم بطحة. أتمني أن يوفق الصحفيون في اختيار "الأصلح" كي يأتي مجلس نقابة قوي ومتناغم يستطيع أن يطبق بالفعل مبدأ الفصل بين الإعلان والتحرير ويكافح "الصحفيين الأرزقية". رابطة لمحرري المحافظات أشكر بشدة زملائي وأصدقائي الذين طلبوا مني الترشح في انتخابات نقابة الصحفيين خاصة الأساتذة محسن حسنين مدير تحرير مجلة أكتوبر وفهمي عنبة نائب رئيس تحرير الجمهورية ومجدي سرحان مدير تحرير الوفد وقد فضلت ألا أخوض معركة الانتخابات الحالية وأقف خلف أستاذي سعد هجرس مدير عام تحرير "العالم اليوم" والمرشح صاحب الحظوظ الأوفر في الانتخابات الحالية، وسوف أسعي إلي عمخل رابطة لمحرري المحافظات في نقابة الصحفيين ولا سيما أنني حاصل علي دراسات عليا في الإدارة المحلية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهناك الكثير الذي من الممكن أن أقدمه من خلال هذه الشعبة، وأخشي أن يسطو أحد علي فكرتي لأن لي حق "الملكية الفكرية" وهذا أقصي ما يمكن تقديمه في النقابة لأنني لست صحفي خدمات ولا أحب الإعلانات. [email protected]