كأنه بالفعل ساكن البيت الأبيض! رئيس الولاياتالمتحدة المحتمل جون إدواردز يصوغ بذكاء "جدول أعمال" إدارته المستقبلية لأمريكا والعالم.. وهو يضع الحل للمشكلة قبل نشوئها.. ويوفر الدواء قبل الاصابة بالمرض انه يرسم قواعد تحويل العالم إلي "مدينة فاضلة"! نسبح معه في الياذة برنامجه الانتخابي للفوز بالبيت الأبيض.. إن مواجهة تحديات القرن ال21 في جدتها وتعقيداتها تطالبنا بأن نكون أقوياء.. منتهي القوة مع القدرة الفائقة علي الابتكار فضلا عن القيادة الأخلاقية سوف نحتاج جهودا اضافية لمواجهة نشطاء إرهاب لا ينتمون لدول وانما لحركات واعراق اقليمية.. ومنظمات متعددة الاطراف.. وسلطة القانون الدولي.. مثلما سنواجه مشاغبات وعدم استقرار تولده الدول الساقطة والضعيفة لن تكفي مجرد الانتخابات لتوليد الديمقراطية وتطويرها وانما سيتطلب الأمر أن نتمسك بالمبادئ وأنظمة الحكم الدستورية والتعددية واحترام حرية الصحافة وحكم القانون ثم ان العيش في ضيافة القرن ال21 سوف يعرض البشرية لضغوط اضافية وأعباء شرسة ومشاكل تغير مناخ الأرض.. والأمراض الفتاكة مثل الايدز والتي قد تتحول إلي أوبئة كاسحة. في تقرير خطير صدر في ابريل الماضي شارك في وضعه الجنرال جوردون سوليفان رئيس هيئة أركان الجش الأمريكي سابقا والجنرال زيني القائد السابق للقيادة المركزية.. يكشف التقرير عن احتمالات فائقة الهول لكارثة تغير مناخ الأرض وأنها قد تشعل سلسلة من عدم الاستقرار الكوني وصراعات قاتلة حول الموارد الطبيعية فضلا عن طوفان اللاجئين من المناطق المتضررة وما يسببونه من امراض متوطنة ومجاعات.. وعلي عكس موقف الرئيس بوش المتهرب من تبعات كارثة دفء الأرض يري الرئيس المرشح السناتور جون ادواردز ويتعهد بكل عزيمته بمواجهة هذا التحدي الكارثي للحياة علي كوكب الأرض.. ويمد يد أمريكا إلي كل غريق. ويواصل الرئيس المرشح جون ادواردز جدول أعمال برنامجه الانتخابي.. همزة الوصل بين أمريكا والعالم وضع نهاية لحرب العراق.. مشاكل العراق عميقة وخطيرة.. وهي لن تحل بالقوة العسكرية والانسحاب من العراق يمكن أن يتم علي مرحلتين: 000.50 الف من القوات المحاربة يتبعها مؤخرة القوات.. وعلينا ان نحتفظ بقوة كافية في المنطقة لمنع نشوب حرب إبادة أو فيض مفاجئ من المهاجرين العراقيين النازحين إلي دول الجوار ويتلمسون نجاة من حرب أهلية.. ومن المناسب أن نحتفظ بقوات سريعة ومتأهبة في الكويت ووجود بحري رادع بالخليج. سوف نحتاج كذلك إلي قدرات أمنية في المنطقة الخضراء ببغداد لحماية السفارة الأمريكية وعامليها.. وحملة دبلوماسية مكثفة لدول الشرق الأوسط وحلفائنا في أوروبا لتأمين مستقبل العراق بعد إعمار الدمار بأداء كل هذه الاجراءات والتعامل مع جميع هذه الأعباء بنجاح سوف يصبح من الممكن طي فصل حرب العراق.. والتفرغ لمواجهة تحديات أكبر وأعظم يخبئها لنا القرن ال21. * * * في مواجهتنا لتحديات القرن علينا أن نستفيد من درس حرب العراق.. وأن نواجه المخاطر بالجهد الدبلوماسي وليس فقط بمجهود الحرب وعندما نمسح مناطق عدم الاستقرار في العالم فإننا نكتشف للتوازن مناطق قليلة منها تحتاج لاهتمام قيادة الولاياتالمتحدة بصورة اكثر ضرورة وإلحاحا من السودان.. قوات حفظ السلام للاتحاد الافريقي المتمركزة في دارفور تصرفت بشجاعة وهي في موقف عصيب.. لكنها رغم عددها 7000 مقاتل لم تستطع ان تحمي المدنيين ولا أن تنفذ قرار وقف إطلاق النار مما عجل بانهيار الأمن في المنطقة. والرأي عندي انه كان في مقدور الرئيس بوش ان يعقد اجتماعا طارئا لقيادة الناتو لتساعد بنشر قوة من 3000 جندي مع دعم لوجستي ومالي وإنشاء منطقة حظر طيران لقطع الإمدادات عن قوات الجنجويد وانهاء الغارات الجوية ضد المدنيين في دارفور علينا كذلك ان نضغط علي الدول ذات النفوذ في السودان والصين مثلا لتتحمل مسئوليتها في إنهاء هذا الصراع نحتاج أيضا أن نوسع نطاق التزامنا بالوصال مع الدول وتنشيط الاتصالات الدبلوماسية لرفع جاهزية الدول لحل المشاكل قبل أن تقع ويندلع لهيبها بدلا من التدافع بلا خطة نحو مسرح الأزمة فور وقوعها وتحقق الخطر. الرؤساء الأمريكيون أمثال كنيدي وريجان كانوا يقلبون الأمور مع قيادات السوفيت والحرب الباردة علي أشدها.. ونحن الآن في حاجة ماسة لنفعل نفس الشيء مع قادة ايران وكوريا الشمالية. أما إيران فإنها تمثل التحدي الأكثر تعقيدا للولايات المتحدة. الرئيس محمود احمدي نجاد قائد متطرف خطر.. أنذر كل الأطراف وهو يهدد بمسح اسرائيل من علي الخريطة وفي ديسمبر العام الماضي عقد مؤتمرا في طهران لهؤلاء الذي ينفون وقوع الهولوكوست علي اليهود.. ايران بمثل هذه القيادة لا يمكن أن يسمح لها أحد بامتلاك أسلحة نووية!