منذ أكثر من عقدين من الزمان بدأت الولاياتالمتحدة تقود العالم علي طريق الاصلاح الضريبي وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي قال الرئيس الامريكي آنذاك رونالد ريجان إن النظام الضريبي الامريكي صار مثل السيارة البالية التي تحتاج إلي اصلاحات أكثر من مجرد الدهان الخارجي. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن وزير الخرانة الامريكي هانك بولسون عقد منذ ايام مؤتمرا مهما لمناقشة الضريبة علي الشركات باعتباره أكثر اجزاء المنظومة الضريبية الامريكية اهتراء وحضر المؤتمر كبار خبراء الضرائب وقادة الشركات وغيرهم من كبار ذوي الاهتمام بمن فيهم ألان جرينسبان الرئيس السابق لبنك الاحتياط الامريكي وقد اعترف بولسون بأن ضرائب الشركات مرتفعة بدرجة تضر تنافسية العامل الامريكي، ومع ذلك فلا احد من الحاضرين توقع أن يهتم رجال الكونجرس بهذه المسألة لانهم منشغلون جدا بخفض الضرائب علي الطبقة المتوسطة وزيادتها علي الاغنياء خصوصا اولئك الذين صنعوا ثرواتهم من خلال شركات التخارج. وتجدر الاشارة إلي أن قدرة امريكا التنافسية قضية تشغل بولسون منذ توليه وزارة الخزانة في العام الماضي قادما من رئاسة جولدمان ساكس وبجانب ارتفاع ضرائب الشركات يري بولسون ان اسواق رأس المال الامريكية تجاهد من أجل الحفاظ علي كيانها أمام منافسة المراكز المالية الناهضة في لندن وهونج كونج ونحن نذكر ان خفض ضرائب الشركات كان جزءا من دعاية ريجان الانتخابية وقد صدر بالفعل عام 1986 قانون للاصلاح الضريبي وسع من الوعاء الضريبي ولكنه خفض الضريبة علي ايرادات الشركات 12% أي من 46% لتصبح 34% وهو أكبر خفض للضريبة منذ اقرارها لأول مرة عام 1909 وقد تلي ذلك موجة من خفض الضرائب علي الشركات في مختلف انحاء العالم وفي حين خفضت ايرلندا الضرائب علي الشركات لتصبح 13% فإن الصين جعلتها اخيرا 25% أما في الولاياتالمتحدة فقد عادت إلي الارتفاع قليلا لكي تصبح 35% عام 1993 وإذا اضفنا إلي الضرائب الفيدرالية ما تفرضه كل ولاية من ضرائب محلية فإن هذه النسبة تصل الآن إلي 39% وهو ثاني أعلي معدل بعد اليابان بين كل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD