ارتفعت أسعار الدواجن والبيض خلال الاسبوع الماضي (نهاية يوليو وبداية اغسطس) بشكل كبير، وقدرت تلك الزيادة بحوالي 20% رغم ان بداية يوليو الماضي شهدت تراجعاً في أسعار البيض بسبب كثرة المعروض وارتفاع بدرجة الحرارة، كما أن أسعار الدواجن شهدت ثابتا علي مدي الثلاثة شهور الماضية بل أنها تراجعت أيضا تراجعا طفيفا. وهناك أسباب غير اقتصادية لارتفاع أسعار الدواجن والبيض، أهمها عدم الاعلان منذ فترة عن ظهور اصابات جديدة بمرض انفلونزا الطيور، وزيادة نشاط تجار الأزمات، الذين يجيدون الصيد في الماء العكر ومحترفي المتاجرة بأقوات الناس، بالاضافة إلي عدم وجود مؤسسات أهلية أو حكومية لحماية المستهلك وضبط عشوائية الأسواق وتلاعب المنتجين. فالدولة دللت المنتجين علي مدي 30 عاما ومنذ بداية وجود صناعة منظمة للدواجن في مصر عام 1977 وقدمت الحكومة العديد من التسهيلات لتلك الصناعة الوليدة ومنحتهم الكثير من الاعفاءات والمزيد من المزايا، حتي حققت تلك الصناعة الاكتفاء الذاتي وبدأت في تصدير الفائض للخارج. وحتي بعد ان حدثت أزمة أنفلونزا الطيور وقفت الدولة بجوار منتجي الدواجن وأصحاب المزارع بقوة ودعمتهم بشدة لإقالتهم من عثرتهم ووفرت الحماية للمربين ومنحتهم قروض وتسهيلات وأعفتهم من فوائد وغرامات لحماية استثمارات وصلت إلي 17 مليار جنيه. وبدلاً من ان يرد المربون والمنتجون الجميل للدولة بعد انحسار مرض انفلونزا الطيور، وتحمل المستهلك غياب سلعة اساسية عنه وحرمانه من بروتين رخيص يحتاجه.. قاموا برفع أسعار الدواجن والبيض العام الماضي، فقامت الدولة في المقابل بفتح باب الاستيراد واعفت مستوردي الدجاج في البداية من الرسوم فتراجع المنتجون واستقرت أسعار الدواجن عند مرحلة، لا تسبب خسارة للمنتج ولا عبئاً علي المستهلك، ولكن عادت ريمة لعادتها القديمة، وبمجرد ان هدأت أزمة أنفلونزا الطيو ولم يعلن عن اصابات جديدة منذ النصف الثاني من شهر يوليو الماضي قام المنتجون برفع أسعار الدواجن والبيض. رغم زيادة المعروض، وبالطبع ستزداد الاسعار شيئا فشيئا خلال الفترة القادمة، لإننا في اجازات "المصيف" وعلي ابواب شهر رمضان، وبعد ذلك دخول المدارس وهذا بالطبع استغلال سيئ للمستهلكين، من قبل منتجي وتجار لايتعاملون "بشرف" وفقا لمنطق السوق الحر لإن آليات السوق "المفتوح" تكشفهم، ولكن يفضلون ويجيدون التعامل في السوق السوداء وهؤلاء المنتجون غير الوطنون لم يقف في وجوههم جهاز حماية مستهلك لإنه جهاز "حكومي" ضعيف وكسيح. كما استغل التجار انقسامات وخناقات اتحاد الغرف مع الغرف الاخري خاصة غرفة الاسكندرية وقاموا بمص دماء المستهلكين. ان الحل لردع منتجي وتجار "الفراخ" هو فتح الباب علي مصراعيه لاستيراد الدواجن من الخارج وبيعها للمواطنين بأسعار مناسبة، وقد نجحت تجربة التاجر الشريف خالد أبو اسماعيل شهبندر التجار السابق في استيراد أفضل انواع الدواجن من البرازيل، والتي أقبل عليها المستهلك، بعد ان شكك بعض التجار الجشعين في الدواجن المستوردة بحجة انها تحقن بهرمونات أو لم تذبح بطريقة شرعية.. وتلك أكاذيب مربين وتجار احترفوا الجشع. نحن مع الصناعة المحلية ولكن بشرط أن يرحمنا الصناع والمنتجون والتجار، وإلا فليحيا الاستيراد. ELBASSER2 YAHOO.COM